لكل عمامة قوة تحميها!!

لكل عمامة قوة تحميها!!
آخر تحديث:

 بقلم:صادق السامرائي

لا توجد عمامة ذات كرسي غير مؤزرة بقوة ذات مصلحة بتأهيلها وتسخيرها لتحقيق أهدافها العلنية والخفية , فالعمائم المُسيسة أدوات قِوى ذات مشاريع كبيرة تنجزها بخسائر ضئيلة , لأن العمائم توفر لها الوسائل الرخيصة والمجانية للوصول إلى غاياتها.

وهي آليات إستبدادية طغيانية دكتاتورية تتحكم بمصير الناس بواسطة الدين , الذي تتاجر به وتستعمله للنيل من الإرادة الإنسانية.

وسلطة العمامة لا تختلف عن سلطة الكنيسة في العصور الأوربية المظلمة , والتخلص من سلطة الكنيسة ما أنهى المسيحية , وإنما منحها القدرة على المعاصرة والتواصل والإنتشار , والقضاء على سلطة العمامة من ضرورات المعاصرة الدينية والتفاعل الإسلامي المنير المتواكب مع زمانه ومكانه.

قد يكون القول بذلك ينظر إليه من قبيل العدوان والتجني , وغير ذلك من الأوهام والإنحرافات الإدراكية , لكن الواقع السلوكي البشري يشير إلى أن الدين عندما يتسلط ويجلس على كراسي السلطة يتحول إلى مستبد شديد يدمر الحياة , ويقضي على روح الدين وجوهر قيمه وتعاليمه السامية , كما أنه يدمّر البلاد ويسبي العباد , ويجعل من الناس قطيعا يتبعون ويخنعون , ويصادر إرادتهم ويجردهم من المسؤولية , ويسوّغ لهم إرتكاب الخطايا والآثام والتفاخر بالعدوانية والإنتقام اللئيم.

وعليه فأن المجتمعات التي تريد أن تعيش في عصرها وتتمتع بحياتها وتتذوق طعم السعادة الوطنية والإنسانية , عليها أن تبعد العمائم عن الكراسي , وتمنع الأحزاب الدينية وتلغيها وتعتبرها غير صالحة وطنيا , وأن يكون دور العمائم تربوي وأخلاقي وقِيَمي , مرهون بالجوامع والمراكز الدينية المتعددة , وأن الدور الإجتماعي البنّاء والتربوي الخلاق هو الذي عليها أن تقوم به , أما أن تخلط ما بين دورها الأخلاقي والإنقحام بالسلطة والسياسة فهذا إعتداء على دينها , وإنتقاص من دورها الذي عليها أن تقوم به.

فالملاحظ أن الفساد وتردي الأخلاق يتناسب طرديا مع كثرة العمائم المنشغلة بالسلطة , وعدد الأحزاب التي ترفع شعارات دينية , وهذا يعني أنها تتخذ من الدين وسيلة أو ذريعة لتحقيق ما فيها من أمّارات السوء والبغضاء والشرور المدلهمة.

فهل لدينا القدرة والجرأة على أن نقول تبا للعمائم المتاجرة بالدين , والتي تريد أن تحقق مطامعها الدونية تحت عباءة الدين؟

وهل لدينا القدرة على إبعاد العمائم عن الكراسي , وإقصاء المتسيسين بدين؟!

إن لم نتمكن من ذلك فكل كلام وطرح وتحليل عبارة عن ثريد حول الصحون!!

فالعلة في هذا السلوك العمائمي الذي يتربع على سلطة إنفلتت فيها نوازع النفس الأمارة بالسوء , والتي إتخذت من الدين قناعا لشرورها وآثامها , فهل من يقظة حياة وغيرة على دين؟!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *