مؤتمر السرد الثاني

مؤتمر السرد الثاني
آخر تحديث:

عالية طالب

 إن كانت الرواية قد تسيدت الاهتمام العربي والمحلي، وهجر اغلب كتاب القصة القصيرة حضورهم الفاعل فيها، ملتجئين للرواية رغم أن أغلبهم ابتدأ قاصا وانتقل روائيا، فإن مؤتمر السرد اعاد التوازن للاهتمام بكلا النوعين مغيرا اسم مؤتمره الثاني إلى السرد بدلا عن الرواية لتجد القصة  مكانا يليق بمنجزها الكبير طوال زمن الأجيال الادبية التي انشغلت بها.أسماء كثيرة في كل العراق مهمة ومؤثرة ومميزة وفاعلة كان عليها أن تشارك في المؤتمر الذي لم تسعفه الإمكانيات إلا لمشاركة ثمانين  ناقدا وباحثا من المحافظات واقليم كردستان ومعهم دعوة مفتوحة لكل النقاد والمهتمين والادباء في بغداد. وكما هو معروف ان النقد هو اللاحق للسرد فإن الباحثين من النقاد اختاروا المنجز السردي العراقي المتحقق بالبحث والتشخيص والتحليل وليس بالمدح والتطبيل والتبجيل، بل برؤية فنية وعلمية  تستطيع أن تقول لماذا يستحق المنجز الإشادة ولم استحق  التوقف لتشخيص مدلولات سلبية ، لا بد من الإشارة اليها لتقويم نتاج سردي حقق حضورا فاعلا في مسيرة السنوات الماضية.

وما دمنا نعيش في  نشوة وصول السرد إلى الجوائز والاهتمام بما صدر من نتاج وتزامنا مع جائزة الدولة للإبداع التي اختارت الأبرز في مسيرة عام مضى، كل هذا سيتكلل بمؤتمر تناول العديد من المحاور والتفرعات البحثية التي بحث في عناوينها عشرون باحثا بأجيال ورؤى مختلفة في النظريات النقدية المواكبة لتطورات السرد في المدارس المحلية والعربية والعالمية.توزع الأنشطة والمؤتمرات والملتقيات يعطينا ظاهرة صحية لواقع المشهد الثقافي العراقي، وهو يرد بطريقته الحضارية ازاء مشهد « النصل القاتل» الذي يحاول أن يشهر بوجه العقل العراقي في اغلب المجالات الثقافية والعلمية،  وإقامتها والاهتمام بتواجدها ورعاية وزارة الثقافة والسياحة والآثار بدعمها وتسهيل أدواتها وتيسير تفاصيلها يشكل تكاملا مع المؤسسات الأدبية والثقافية العراقية، ومنها اتحاد الادباء والكتاب في العراق الذي أوجد مساحة بحثية  متجددة دوما في تحليل عطاء المثقف العراقي ومواكبته لواقع المجتمع بكامل أزماته التي لو تواجدت في أي مجتمع آخر عربي أو عالمي لعاش  زمنا طويلا، وهو يحاول ردم الفجوات والثغرات الفكرية التي تخلفها دائما الأزمات التي ربما لا تكون بحجم ربع ما يمر ببلدنا وهو يواجه أشرس تحد لمعنى بناء الإنسان والمجتمع في ظرف وبيئة قاسية مثلما يمر بنا على مدى أكثر من عقد من زمن المواجهة المستمرة .الرواية والقصة تقول كلمتها في حضرة الساحة الثقافية والادبية وما علينا إلا أن نكون معها لنستمع إلى نتاج المبدع العراقي الذي ينير الظلمات أينما تواجدت.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *