مرة أخرى ..أين الخلل؟ بقلم سالم مشكور

مرة أخرى ..أين الخلل؟ بقلم سالم مشكور
آخر تحديث:

مرة أخرى ..أين الخلل؟

 

سالم مشكور 

وانت تسير في شوارع دبي تتذكر حلم رئيس دولة الامارات الراحل الشيخ زايد بان يكون في الامارات شارع مثل شارع الرشيد، اليوم باتت الصورة مقلوبة: اتطلع يمينا ويسارا فأرى البنايات الشاهقة الجميلة وبينها كتل من الزهور والاشجار والنخيل الذي بلغ عدده أربعين مليونا  في بلد لم يكن فيه الاّ الرمال. فجأة تحضر أمامي شوارع بغداد وبناياتها فارى شارع الرشيد بكل إهترائه وخرائبه برغم كلام مملّ من مسؤولين عن خطط لاحيائه من دون اي نتيجة، أرى الشوارع الاخرى تتكسر أرصفتها وتتزايد حفرها برغم انها خضعت للتبليط والصيانة أكثر من مرة وانفق عليها ما يساوي او يفوق ما ينفق على مثيلتها في دبي المزدهرة. على جانبي الشارع في دبي محطات انتظار للباصات لكنها مبردة لكي تقي المنتظرين حرارة الطقس. أقارن بين الحالين واتساءل في نفسي: أين الخلل؟

أتناول صحيفة إماراتية من اقرب مكتبة فاطالع عناوينها الاولى :

• خطط طموحة لسياسة تنموية تؤتي ثمارها خلال عشرة أعوام.

• تسليم الفي وحدة سكنية مجانية للمواطنين.

• الإمارات مركز عالمي لتطوير وتصدير البرمجيات خلال عامين.

• دراسة اقتصادية: الامارات هي الاسرع نموا في المنطقة.

• الشيخ محمد بن راشد: هدفنا الوصول الى حكومة تعمل عبر الهاتف الذكي.

 

أترك الصحيفة الاماراتية واعود الى النت لاطّلع على عناوين صحف بلادي فاقرأ فيها:

• 170 قتيلا و300 جريح حصيلة تفجيرات الامس.

• ضغوط سياسية لإغلاق ملف صفقة مواد التموينية الفاسدة .

• عشاء فاسد تم توزيعه على نزلاء مستشفى الـ… والمتعهد صهر وزير.

• وعدونا بتصدير الكهرباء هذا العام فتراجعت ساعات التجهيز قبل بدء الصيف.

• مصدر: نفقات ترميم الفنادق الخمسة أكثر من كلفة بناء فنادق جديدة والملف أُغلق.

  الفرق كبير جدا بين أخبارنا واخبارهم. أخبارهم  بناء وتنمية وتطلع الى المستقبل مع عمل دؤوب وعقول مسؤولين مهمومين بتحقيق المعجزات، وأخبارنا قتلى وجرحى ودماء الى جانب ذئاب تنهش أجسادنا وتمتص دماءنا وتسرق ثروات، لو توفر بعضها في بلد لا يتآمر عليه أهله، لاصبح مثل دبي التي كانت الى ما قبل ثلاثين عاما تحلم بشارع مثل شارع الرشيد، أما اليوم فبتنا نزور دبي ونتمنى لو أن في بغداد شارعا واحدا فقط مثل شارع الشيخ زايد.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *