نصيحة قصر بجمع الى ساسة العراق – شلع قلع – !!

نصيحة قصر بجمع الى ساسة العراق – شلع قلع – !!
آخر تحديث:

احمد الحاج

توهم بأنك أصبحت سياسيا أو مسؤولا أو وجيها في العراق ، فما أنت صانع ؟ !

هكذا القاها بوجهي مباشرة على عواهنها وهو على فراش المرض والشيخوخة يعاني من نقص الدواء والغذاء ، مفترشا الارض ، ملتحفا السماء ، ليهديني آخر ماتبقى من مكتبته العامرة التي باعها بالتقسيط غير المريح بسدس قيمتها ليأكل ويتداوى بثمنها ، كتاب ” التوهم ” للحارث بن أسد المحاسبي، ذلك المصنف الماتع الذي ينقلك في رحلة شائقة وشاقة متخيلة الى العالم اﻷخر ويضعك وجها لوجه امام ما ستواجهه من مآس ومحن ﻻطاقة لك بها ، ﻻ ليقنطك من رحمة الله تعالى، بل على العكس ليزيدك همة وعزيمة في الطريق اليه مع قلة سالكيه ، وقال توهم بأنك أصبحت سياسيا وفزت بدورة انتخابية في العراق بأغلبية الاصوات – البنفسجية – ومن غير تزوير وﻻ حرق مقار انتخابية ، وﻻ استبدال صناديق بأخرى ، وﻻتسقيط وﻻتسفيه وبعيدا عن سندات الاراضي الوهمية ، وصكوك الغفران الوردية ، و تمزيق صور خصومك المعلقة على الجدران العامة والخاصة ، وانت تبتسم لجمهور الناخبين عبر الفلكسات والملصقات خاصتك المعلقة في كل مكان بكامل اناقتك وهندامك واعدا اياهم ومن دون اي برنامج عملي وواقعي ملموس – مجرد تصفيط كلام ﻻ أكثر – كما جرت عليه العادة في العراق ، ببناء المصانع والمدارس والجسور والمستشفيات وإستصلاح الاراض الزراعية واطلاق سراح الابرياء ممن لم تثبت ادانتهم ، واطلاق التعيينات وزيادة المرتبات ، ومتوعدا أعداءهم بالويل والهزيمة والثبور وبالرباط عند الخنادق والسواتر و الثغور ، فما انت صانع خارج نطاق البطانيات والمدافئ والحقائب والاقلام ، خارج فضاء الولائم والعزائم ، اقداح الشاي الكبيرة والساعات اليدوية الصغيرة التي تحمل صورك ورقم قائمتك الانتخابية وانت تبتسم للجاه والكرسي ووووالمنصب وشعارك ( انتخب وﻻ تنتحب ) ونارك قلبي نارك .

قلت ان حافظت على مابداخلي من بقية حب للمواطن والوطن – اعرف اكو بعض الناس راح يكولون ، ها خوية إشتغلت الكلاوات بعدنه بأولها – فسأطبق ستراتيجية ( الهواء الطلق لرعاية الخلق واحقاق الحق ) وستراتيجية ( خطوة واعدة الى امام ، تفتح بالثناء الصادق المحمود شهية الاقلام) ” ، ستراتيجيتان ترتكزان على مغادرة ” المكتب ” وجدرانه الاربعة والنزول الى الشارع، لسببين اثنين ، اولهما انني سأجعل اﻻخرين يقلدونني في حال نجاح التجربة لتعم فائدتها على الجميع ، وثانيهما انني سأتخلص من البيروقراطية المقيتة و” نظرية الاخ الاكبر التوليتاري ” القابع خلف الجدران ليرقب حركة الجماهير العريضة عن بعد من خلف الشاشة او الزجاج المضاد للرصاص ومخاطبتهم عبر ” الفيديو كونفرنس “بأستعلاء وديماغوجية – ينزل بها عند رغبات الرعاع منهم وان خالفت كل القوانين السماوية والوضعية مادامت تصل به الى الغاية المرجوة في نهاية المطاف ، والغاية مع شديد الاسف عند بعضهم تبرر الوسيلة ولو على حساب نحر الوطن والمواطن والنزاهة و الفضيلة – البعض الذي  ﻻ يتنقل اﻻ بمواكب مدرعة ومضللة لها اول وليس لها آخر ، تضيق عليهم شوارعهم وحياتهم الضيقة اصلا ، محاطا بحمايات تفوق أعداد الناخبين ، منهم من يحتفظ بقوام رياضي رشيق وشوارب وعضلات مفتولة – ومنهم من يتمتع بهزالة شيبوب – الرشاش أطول منه – ﻻتليق ببودي كارد من المفترض انه مسؤول عن حمايته وهؤلاء غالبا ما يتم اختيارهم من أبناء عمومة السياسي وعشيرته او من اقربائه المقربين – نصف مشاكل السياسي وأخطائه اللاحقة ستكون من تحت رؤوسهم حصرا – بمعنى ارقب اتباعك فهم حملة اسرارك ومتاعك !

ان كنت طبيبا فسأتكفل بعلاج أربعين مريضا شهريا وانا ارتدي الصدرية البيضاء واضع السماعة على صدري واصرف لهم الدواء بالمجان بعيدا عن صورني وآني ما آدري ، قريبا من ” هذه حقيقتي انا قبل ان اكون ذاك !!” .

ولو كنت محاميا او حقوقيا فسأتولى الترافع عن 40 مظلوما معدما ” من النساء والرجال ، من طائفتي ومن غيرها ، من قوميتي ومن سواها ، من ديني ومن غيره ” امام المحاكم المختصة بصففتي المهنية ﻻ السياسية ، كي ﻻ أؤثر على سير المحكمة وﻻ مجريات الحكم وانا ارتدي عباءة المحاماة كما كنت افعل قبل المنصب مجانا “.

ولو كنت مهندسا فسأعتمر قبعتي واحمل خرائطي واذهب في كل شهر اربع مرات في الاقل ﻷوجه العمال والمقاولين واعمل معهم وانضح عرقا كما ينضحون في اي مشروع سكني او خدمي ليستشعر الجميع بأن – الاخ الاكبر مازال على العهد الذي قطعه على نفسه لم يبدله المنصب ولم يتغير – وللاطلاع عن كثب على ابرز المشاكل والمعوقات التي تواجههم وتعترض سبيل عملهم على الوجه الامثل !

ولو كنت مدرسا فسأتبرع بوقتي ﻷمحو الامية في مراكزها ، وﻷحاضر بدورات التقوية في معاهدها وﻵجلس بين الطلاب وانصت الى مشاكلهم في كليات البلاد ومعاهدها وجامعاتها !

سأحرص على ان تكون لي في كل يوم ي طلة على النازحين في خيامهم ، على الايتام في دورهم ، على المعاقين في مراكز تأهيلهم، على المرضى في مستشفياتهم ، على المسنين في دور ايوائهم ، على المعدمين في عشوائياتهم ،بين المكفوفين، الصم والبكم ، ضحايا التوحد ومتلازمة داون في معاهدهم ،بين المثقفين في مقاهيهم ، العمال في مساطرهم ، الباعة في بسطياتهم ، وانا ارتدي لباسا بسيطا – ﻻقاط وﻻرباط ها – لباس مصنوع في بلدي ، من الحذاء وحتى القبعة التي اعتمرها ، اقف بموكبي عند اشارة المرور ﻷنني قدوة – مو تاتو تاتو ، افتح طريق ، بارك الله بيك طققققققققق طااااق ، صوجه غير يوخر ، يستاهل ، المهم خوش نهاية بليلة الجمعة ، لقد قضى مغفورا له !!- .

قبل ان افكر بفتح ملف فساد ضد كتلة بعينها او شخص بشحمه ولحمه ،يجب ان ابدأ بكتلتي أولا – فأكنس كل فاسد فيها فورا ومن غير ابطاء – ثم انتقل الى بقية الفاسدين في الكتل الاخرى انتقالة القوي الامين، كي يصدقني الناس فيما ازعمه وادعيه !

قبل ان آمرهم بتعليق صوري وشعاراتي وراياتي – وخط ثرثراتي و كتابة خطبي – علي ان اختار وبعناية فائقة جدا بناء شيدته ، مستنقعا جففته ، مستوصفا جهزته ، مدرسة رممتها ، جامعة اهلتها ، مكتبة بخيرة الكتب والمصنفات زودتها ، شارعا عبدته ، مخيما للنازحين اقمته ، مجسرا بأقل التكاليف وبمدد الانجاز من غير بيع المقاولات بنيته ، ملعبا للناشئة استحدثته ، ﻻ ان اعلقها حيث يقبع البؤس والبائسون وهم يسبحون بحمدي ويلهجون بشكري – على ايش ﻻ ادري ؟ – وعلي ان اكون حذرا من ان تعلق صوري وشعاراتي حيث ينتشر البعوض والذباب والحصبة والجذام والجرب والنكاف والقمل والسل والجدري ،- اصلح الحال اولا  ثم علق ماشئت ، اذ الن التخلية يجب ان تسبق التحلية واذان الجياع ﻻتسمع  –  ﻷن الصور والشعارات لها ارتباط في اللاوعي بالمحيط المعاش والمنظور فلو رأيت صوري ﻻحقا على حين غفلة في مكان ما فستعلم فورا ومن خلال التجارب السابقة المريرة بأن المياه هنا آسنة والكهرباء منعدمة ،والدواء شحيح ، وبيوت  الصفيح مستأجرة ، الجوع والجهل والمرض حاضر وبقوة وووكما قال احدهم يوما – بصرف النظر عن حبي او كرهي له – صغر الصورة ووكبر الصمونة ، واضيف وزد الدواء و المؤونة لتحظى بحب الشعب وبدعواته الميمونة، او ببغضه لك ولما تنتسب اليه بخلاف ماذكرت لك انفا معجونة !

قال بعد ان تنحنح قليلا : توهمت فأحسنت ، فأمض الى امام ، فنعم الوهم وهمك ان حوله السياسيون في العراق – شلع قلع – الى حقيقة ﻻ خيال لرعاية هذا الشعب المظلوم وتغيير حاله من حال الى افضل حال  . اودعناكم اغاتي

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *