الرب والعمامة!!

الرب والعمامة!!
آخر تحديث:

 بقلم:صادق السامرائي

العمائم المتاجرة بدين لها رب تعبده وعباد تستعبدهم , وتمتص رحيق وجودهم , وتحسبهم عصفها المأكول , وأرقامها المرصوفة على يسارها , وقطيعها الراتع في حظائر الأضاليل والبهتان الرجيم.

فربّها رحمان رحيم يرزق مَن يشاء ويعز من يشاء , ويذل لهم عبادا ينكّلون بهم لأنهم من أقوام الشيطان وبهم يحاربونه , وبواسطتهم يبعدون شروره عنهم , وتلك مناهجهم الإستحواذية على الدين والدنيا.

ولهذا عندما تتوفر الفرصة للقبض على كرسي السلطة , يعيثون في الأرض فسادا ويمعنون بسفك الدماء , ونشر الأحقاد والكراهيات وتحشيد الناس ضد بعضهم لتأمين مصالحهم , وتنمية ثرواتهم التي يكون سجيرها العباد المستعبَدين بإسم الدين أو المذهب والطائفة.

ويدركون بأنهم ينهبون ويحاولون تسويغ آثامهم وخطاياهم , وفي أعماقهم رعب شديد , فهم كالجذوع المنخورة القلب والآيلة للسقوط عند أول هبة ريح.

وما يجري في بعض المجتمعات أنها سلمت أمرها للتجار المحترفين المدّعين بالمذهب أو الدين , وصار معظم أبنائها لهم عبيدا وقطيعا راتعا في ظلال أفكهم المقيت , وشرههم المنفلت , ورغباتهم المسعورة , فهم “يحبون المال حبا جما” , وهذا من فضل ربهم الذي صار ماركة تجارية مسجلة , فلكل واحد منهم الماركة التي تميزه , وبموجبها يتم تسويق نوازعه الدفينة , وتطلعاته المهينة.

فأين الرب فيما يقولون ويفعلون؟

أين القيم والأخلاق والمعايير والأمانة والشعور بالمسؤولية؟

أين الوعاء الجامع للفضيلة والمانع للرذيلة؟

لا شيئ عندهم سوى أن يهينوا الشعب , ويسرقوا الثروات , ويقلدوا أئمة العقائد البهتانية التي بها يؤمنون , فربهم ربها , ووليهم وليها , ونائب الله هو الذي تحت أقدامه يركعون.

فلأربابهم نواب , وما تجرأ نبي في التأريخ أن يقول أنا أنوب عن رب ما , لكنهم إخترعوا نوابا ووكلاء , وسوّغوا كل آثمة وبلاء!!

فإلى متى سيمهلهم رب العالمين؟!!

وهل سيقتص منهم في يوم كالقارعة؟!!

إنه ليمهل ولايهمل , وهم في طريقهم إلى بئس المصير!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *