آخر تحديث:
بقلم:علي الكاش
نظام الملالي الحاكم في إيران
العامل الثاني من العوامل الخارجية التي ساهمت في صناعة الإرهاب في العراق هو نظام الملالي الحاكم في إيران. فقد قام هذا النظام الإرهابي بتدريب وتمويل أعتى الميليشيات الإرهابية التي تحكم العراق اليوم، وفي الوقت الذي وصف فيه الرئيس الإيراني )حسن روحاني( عبر كلمتة في قمة منظمة شانغهاي المنعقدة في طاجيكستان” إن ما يحصل في العراق من إرهاب هو إرث مشؤوم من تصرفات الدول الكبرى، وأن المنطقة تحولت إلى نقطة جذب للتطرف والإرهاب، وأن حلٌ مشكلة الإرهاب والتطرف يستلزم عزيمة وإرادة وتعاوناً مشتركاً بين دول المنطقة والعالم”. فإنه يتجاهل بأن حكومته لعبت دورا لا يقل خطورة عن دور الولايات المتحدة في نثر بذور الإرهاب في المنطقة ولاسيما العراق وسوريا ولبنان واليمن. صح قوله بأن” الدول التي دعمت وسلحت الإرهاب أيقنت اليوم أن هذه الجماعات لا يمكن التحكم بها”. لكن هذا الكلام ينطبق على نظامه الإرهابي أيضا. ونستذكر في هذا المجال ما صرح به عادل الأسدي القنصل الإيراني السابق في دبي خلال حديثة عام 2007 للعربية نت بأنه” أصبح لقوات الحرس الثوري الإيراني بعد قيام الثورة قسم خاص سمي (بحركات التحرر) يتولى مهمة تمويل وتدريب العناصرالإسلامية المتشددة في مختلف الدول الإسلامية على العمليات العسكرية”.
وأبرز الميليشيات الإرهابية في الساحة العراقية المرتبطة بنظام الملالي الحاكم في طهران هي عصائب أهل الحق، وجيش المهدي (سرايا السلام) وسرايا طليعة الخراساني، وكتائب سيد الشهداء، وحركة حزب الله، النجباء، وكتائب حزب الله، وفيلق الوعد الصادق، ومنظمة بدر، ولواء عمار بن ياسر، ولواء أسد الله الغالب، ولواء اليوم الموعود، وسرايا الزهراء، ولواء ذو الفقار، ولواء كفيل زينب، وسرايا أنصار العقيدة، ولواء المنتظر، وبدر المجاميع الخاصة، ولواء أبو الفضل العباس، وحركة الجهاد والبناء، وسرايا الدفاع الشعبي، وكتائب درع الشيعة، وحزب الله الثائرون، وكتائب التيار الرسالي، وسرايا عاشوراء، وكتائب مالك الاشتر، وحركة الابدال، وحركة العراق الاسلامية كتائب الامام علي، وجيش المختار، والحرس الثوري الإيراني. ويلاحظ إن لهذه الميليشيات الإرهابية نواب في البرلمان ووزراء ومسؤولين يهيمنون على الأجهزة الأمنية والجيش والشرطة، فوزارة الداخلية يسيطر عليها فيلق بدر، وتديرها المخابرات الايرانية بصورة مباشرة. وجميع هذه الميليشيات مارست الإرهاب في ظل وجود قوات الإحتلال الأمريكي. وأبشع ما قام به نظام الملالي هو أعلان السيستاني والمخبول رئيس الوزراء الاسبق إبراهيم الأشيقر الحرب الأهلية على أهل السنة عام 2006 من خلال إتهامهم بتفجير العتبات الشيعية في سامراء، وتبين إنها مؤامرة دنيئة حاكتها المخابرات الإيرانية بالتعاون مع الإشيقر والسيستاني والحكيم وهادي العامري ومقتدى الصدر، ونفذتها المليشيات التابعة لولاية الفقيه في العراق، واتهم بها أهل السنة باطلا، وقتل عشرات الآلاف من العراقيين على الهوية، واغتصبت العشرات من النساء لأنهن يحملن اسم عائشة فقط.
وقد إتهمت منظمة العفو الدولية أربع ميليشيات بقتل المدنيين الابرياء في العراق وهي عصائب أهل الحق، فيلق بدر، جيش المهدي وحزب الله، وذكرت بأن” عشرات الآلآف من عناصر الميليشيات يرتدون ملابس الجيش العراقي، إلا أنهم لا يتقيدون بالمعايير العسكرية، ولا يترأسهم أي مسؤول رسمي، وقد إحتلت الميليشيات مؤخرا أكثر من منطقة لأهل السنة كجرف الصخر والضلوعية ومناطق من ديالى وبغداد وغيرها، ولا يزالون يهاجمون مناطق السنة ويرحلون أو يقتلون سكانها، وينكلون بهم”. ومنطقة (جرف الصخر) اليوم هي اكبر قاعدة عسكرية ايرانية في العراق، ولا أحد يتمكن من الدخول اليها، وعندما حاول وزير الداخلية الاسبق محمد الغبان زيارتها تم منعه وتوقيفه، واطلق سراحه بعد مفاوضات مع رئيس الوزراء، وسبق ان صرح رئيس الوزراء السابق اياد علاوي من خلال تحاوره مع زعيم فيلق (بدر هادي العامري) بأن عودة أهل (جرف الصخر) مرتبط بالنظام الايراني، وتبين من خلال وفد عراقي زار ايران بأن الأمر منوط برجل دين لبناني وهو الشيخ الكوثراني، المطلوب على قائمة الارهاب الامريكية. وفي (جرف الصخر) سجون لميلشيا حزب الله، ومعامل لصنع العبوات المتفجرة، ومخازن للصواريخ الايرانية، ومعسكرات لتدريب العناصر المعارضة البحرانية والحوثيين والسعوديين والكويتيين وغيرهم.
كما تضمنت قائمة مجلس الوزراء الاماراتي (83) منظمة في مختلف انحاء العالم بينها خمس منظمات إرهابية عراقية هي ( منظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وكتائب لواء اليوم الموعود وجماعة انصار الاسلام). وقد عٌرفت هذه المنظمات بعلاقاتها الصميمية مع النظام الايراني الذي اشرف على تشكيلها وتسليحها وتمويلها بالمال والسلاح وتوجيهها للقيام بعمليات خارج سيطرة الدولة تنفيذا لاهدافها في السيطرة على مقدرات العراق لصالح ايران.
وفي الوقت الذي لا يزال نظام الملالي ينكر تدخله العسكري في العراق ويقصره على الدور الإستشاري لكن الحقيقة إن من يدير العراق كان المقبور (الجنرال سليماني)، فهو الحاكم الفعلي، وما يسمى برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس المجلس الوطني، ليسوا سوى بيادق على رقعة شطرنج الولي الفقيه، ولأن الشطرنج لعبة مشهورة في ايران، لذلك فإن الخامنئي والسيستاني يلعبانها بكفاءة عالية، والنتائج التي تحققت لهما تعتبر شاهدا حيا على ذلك. واليوم حلٌ الجنرال (اسماعيل قاياني) محل المقبور سليماني في التحكم بالعراق,
وصف (مارتن كولوف) مراسل صحيفة الغارديان البريطانية اللواء قاسم سليماني آمر فيلق القدس بأنه ” الحاكم السري للعراق”. (صحيفة الغارديان البريطانية في 29/7/2911)، وهذا رأي صريح لا يقبل الجدل. كما وصفة (موفق الربيعي) مستشار الأمن القومي السابق بأنه ” بدون شك أكثر الرجال قوة في العراق، فلا شيء يتم بدون موافقته”! وفسر العميل السني الذليل (صالح المطلك) زيارات كبار المسؤولين العراقيين الى طهران بقوله” كل الشخصيات المهمة تذهب لإيران لمقابلته، ويسحرهم سليماني بشخصيته ويرون فيه ملاكا”. أما تعبير الملاك فالأصح منه هو الشيطان، وهو في الحقيقة لا يسحرهم بل يوسوس لهم. كما ذكر النائب الكردي (محمود عثمان) بأن” الجنرال سليماني وراء كل قرار يُتخذ في العراق، ومن المخجل أن يلعب رجل واحد كل هذا الدور في بلدنا، أين العلاقات الثنائية المتكافئة بين بلدين مستقلين؟”. وفي تصريح لاحق عام 2014 إنتقد محمود عثمان النهج الذي يتبعه ما يسمى برئيس وزراء العراق (حيدر العبادي بقوله ” العبادي لديه ميول كبيرة لإيران، قد تكون أكثر من ميول سابقه المالكي”. لقد فتح العبادي مجالاً كبيراً لإيران، حتى بات قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني يصول ويجول في العراق من الشمال إلى الجنوب، من دون أي رادع يردعه وكأنّه في بلده”. مضيفا أن ” سليماني يتحدث عن إنجازاته في العراق، ويقول إنّه يدافع عنه، وإنّه بـسبعين نفرا أنقذ أربيل من السقوط بيد تنظيم الدولة الإسلامية “. ويؤكد عثمان بأن ” سليماني أصبح وكأنّه رئيس للعراق، وأن إيران أصبحت مهيمنة على البلاد أكثر من قبل، بل أصبح العراق وكأنه بلدهم”.
بلا شك إن المقبور سليماني ما كان ليأخذ هذا الدور الكبير دون موافقة إدارة البيت الأبيض، سيما إن إقامته في المنطقة الخضراء قرب السفارة الأمريكية! وإلا كيف نفسر عجزها عن تقزيمه، واسمه موجود في قوائم الارهاب الامريكية؟ بل وصلت الوقاحة بسليماني بأن يسخر من الإدارة الأمريكية نفسها عندما أرسل رسالة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية ” تسلم بترايوس هاتفا محمولا يحمل رسالة قصيرة من جنرال إيراني أصبح خصمه، أتت الرسالة من رئيس قوة القدس النخبوية الإيرانية، قاسم سليماني، ونقلت عن طريق قائد عراقي كبير، وكان نصها ( جنرال بترايوس، يجب أن تعلم انني أنا، قاسم سليماني، اسيطر على السياسة العامة في إيران تجاه العراق، لبنان، غزة وأفغانستان)”. ولم تذكر لنا الصحيفة ردٌة فعل الإدارة الأمريكية التي بلعت الإهانة على الريق!
تعاظم دور المقبور سليماني بعد إحتلال الدولة الإسلامية ما لايقل عن ربع مساحة العراق، سيما إن السيستاني إعتبر تدخل سليماني واجبا شرعيا وباركه! فقد ورد في نص للسيستاني” إن تواجد قائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في صفوف القوات العراقية والمتطوعين هو جزء من الجهاد الكفائي ضد تنظيم داعش” ، وأضاف السيستاني أن تواجد سليماني في ساحة المعركة بالعراق ” ينطلق من الشعور بالمسؤولية الشرعية، وامتثالا لفتوى الجهاد الكفائي. وهناك فرق في كون التدخل في العراق لضمان المصالح العسكرية والاقتصادية، وبين أن يكون دفاعا عن المقدسات”. حاول السيستاني أن يتبرأ من قوله كالعادة. ولكن الواقع يؤكد مباركة السيستاني لمواطنه سليماني فمشروعهما واحد، وهو اضعاف العراق ونهب ثرواته. ولكن ما فات السيستاني إن ما جاء في كلامه يمثل ذريعة كافية للدولة الإسلامية! لأنها تنتهج نفس نهجه على إعتبار إنها لا تدافع عن المقدسات الوهمية التي يدافع عنها أتباع السيستاني، وإنما عن الإسلام كله! كما إن المسؤولية الشرعية التي تحدث عنها السيستاني هي نفس المشروعية التي تتذرع بها الدولة الإسلامية. وأن وجود أجانب في تنظيم الدولة الإسلامية أصبح مبررا حسب منطق السيستاني لإداء الواجب الشرعي لأن سليماني أجنبي! حاله حال بقية الأجانب في تنظيم الدولة الإسلامية، فأن كان لسليماني الحق الشرعي بالتدخل، فهذا الحق لا يقتصر عليه فقط وإنما على غيره أيضا. وهذا يعني أن تفتح الدول الإسلامية حدودها للمتطوعين الأجانب ليقاتلوا معها دون أدنى إعتبار للسيادة والكرامة الوطنية وإحترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة. كما أن وجود سليماني في الأنبار يفني مسألة التذرع بحماية العتبات المقدسة! فأية عتبات مقدسة في الأنبار؟ صحيح إن محافظة الأنبار مقدسة ـ بل وأكثر قدسية من أي محافظة عراقية أخرى في الوقت الحاضر، لأنها قدمت من التضحيات ما لم تقدمه محافظات العراق أجمعها، ولأنها نالت شرف إجبار القوات الغازية على الإنسحاب من العراق ـ لكن لا توجد فيها عتبات مقدسة ليحارب سليماني من أجلها.
وكان المقبور سليماني يسكن المنطقة الخضراء مجاورا أعدائه الأمريكان منذ الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي، ولم يصدر السيستاني بيانه السابق إلا بعد أن شاع خبر وجود سليماني في العراق، وإعتراف نظام الملالي بإدارته المعارك. فقد أكدت (وكالة أنباء فارس الايرانية) بان قائد فيلق قدس الجنرال قاسم سليماني” هو القائد العسكري الحقيقي لانتصارات الجيش الحكومي وقوات الحشد الشعبي على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية داعش”. ووردت إشارات من الوزير العبيدي لـ (العباسية نيوز) بأنه ” لا يستطيع فك ارتباط القوات العسكرية الحكومية عن قيادة الجنرال قاسم سليماني لاسباب عديدة، ابرزها ان القائد الايراني كان موجوداً في العراق، وجاء الى بغداد بتنسيق مع رئيس الحكومة السابق نوري المالكي الذي خوله سلطات عسكرية واسعة باعتباره القائد العام للقوات المسلحة وسمح له بقيادة ميليشيات الحشد الشيعي رسمياً”. لاحظ قيادة الحشد الشعبي!
الشيطان الأكبر يغازل محور الشر
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن خمس جماعات إرهابية تشارك الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش في سوريا والعراق. وقالت الصحيفة في تقرير لها في8/11/2014 أن تعقيدات حرب داعش تمثل انعكاسا لسياسات خادعة ورطت الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة. وهذه التنظيمات هي ( حزب العمال الكردستاني، حزب الله اللبناني، كتائب حزب الله العراقية، تنظيم القاعدة، جبهة النصرة). الحقيقة إن الصحيفة تجاهلت أهم الجماعات الارهابية التي تتعاون مع القوات الامريكية وهي الحرس الثوري الإيراني، وميليشيا عصائب أهل الحق، جيش المهدي، وميليشيا الحشد الشعبي الطائفي.
لذا من السخافة ان تصرح الإدارة الأمريكية كما جاء على لسان المتحدثة باسم الخارجية (جين ساكي إن ” الإدارة الأميركية تعرف أن إيران أرسلت عددا من عملائها إلى العراق، وهم يدربون أطرافا في القوات العراقية ويقدمون المشورة لها، ولكن مصدر قلقنا الأعمق هو نشاطهم مع الميليشيات الشيعية”. مضيفة بطريقة تثير الحيرة والتساؤل ” نحن نعلم أيضا أن إيران زودت القوات العراقية المسلحة بالعتاد والسلاح والذخائر والطائرات، ومع تقديرنا لجدية الوضع الأمني في العراق وللأعمال الهمجية التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية، لكننا أعربنا عن القلق من الأنشطة الإيرانية والتقارير عن تدفق الأسلحة الإيرانية للعراق، ونحن قلقون حيال الأنشطة الحالية”. لا نفهم مصدر القلق طالما أن الإدارة الأمريكية تعرف كل هذه المعلومات ولم تتخذ أي إجراء ضدها؟ بل على العكس تعاونت مع هذه الميليشات الإرهابية بصورة مباشرة أو غيرة مباشرة. كانت القوات الامريكية نقدعم الدعم الجوي للحشد الشعبي والحرس الثوري، وتقدم لهم التصاوير العسكرية عبر الاقمار الصناعية، ومع هذا جيرت الحكومة العراقية ومحلس النواب بلا أي حياء إنتصار قوات التحالف الدولي والجيش العراقي الى الجنرال المقبور سليماني وحشده الشعبي. قامت قوات التحالف باكثر من (13000) غارة على مواقع داعش وكانت المدفعية الفرنسية والاسبانية تدك حصون داعش، ولكن يبدو ان هذه القوات لم تحضى بأهمية تعادل إستشارة المقبور سليماني، كأنه مونتغمري او رومل.
تدرك الإدارة الأمريكية جيدا ثقل إيران وميليشياتها في العراق، في أول تجربة لها مع حكومة العبادي لمست الموقف بوضوح، فقد نكل حيدر العبادي بوعده بتعيين وزريري الداخلية والدفاع من الأشخاص المهنيين والكفوئين ـ وهذا ما أوصت بها الإدارة الأمريكية عبر سفيرها في العراق ـ لكن العبادي إمتثل لإرادة إيران وليس واشنطن! فإعطى محمد الغبان أحد زعماء فيلق بدر الإرهابي حقيبة الداخلية. لذأ فإن إعتراف نائب مسؤول الأمن القومي،(أنتوني بلينكن) لا معنى له بقوله” أن أدارة أوباما سعت لتشكيل حكومة جديدة حتى لا تظهر بمظهر من يقوم بمساعدة المالكي، خصوصا وأن رحيل الأخير كان ضروريا لبناء دعم واسع للحملة العسكرية ضد داعش”.(فايننشال تايمز).
علاوة على ذلك فإنه لا يمكن تبرئة نظام الملالي من دعم تنظيم الدولة الإسلامية كما فعلت مع تنظيم القاعدة قبل، فقد اعترف (أبو محمد العدناني) المتحدث بأسم الدولة الإسلامية بالعراق والشام في كلمة صوتية مسجلة تم بثها في بعض المواقع يوم الأثنين المصادف 12-5-2014 ” ظلت الدولة الإسلامية تلتزم نصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد ورموزه، ولذلك لم تضرب الدولة الإسلامية الروافض في إيران منذ نشأتها، وتركتهم آمنين في إيران، وكظمت جماح جنودها المستشيطين غضباً، رغم قدرتها آنذاك على تحويل إيران لبرك من الدماء، وكظمت غيظها كل هذه السنين، فداعش كبحت جماح جنودها وكظمت غيضها على مدار سنين حفاظاً على وحدة كلمة المجاهدين ورص صفهم، فليسجل التاريخ أن للقاعدة ديناً ثميناً في عنق إيران”.
كما أكد مدير المركز الجمهوري للبحوث الأمنية في العراق (معتز محيي الدين) في تصريح نقلته عنه إحدى الصحف الخليجية في شهر تشرين الثاني 2014 ” أن هناك مافيا وسماسرة إيرانيين وعراقيين يعملون على تهريب السلاح للدولة الاسلامية مقابل النفط العراقي”، كما أن هناك عدد من المراقبين يشيرون بأن نظام الملالي يسعى إلى دعم تنظيم الدولة الإسلامية سرا وإلحاق هزائم بالقوات الأمريكية ” مما يجعل شيعة العراق أكثر إذعانا وتبعية لنظام ولاية الفقيه في طهران، لذلك فهي تخطط بشكل غير مباشر وسري للقيام بكل ما يسرع مثل هذه الهزيمة”.
الحقيقة ان نتائج هذه الحرب رٌسم لها لتقع في سلة نظام الملالي لعدة أسباب منها:
-
الضغط على الجانب الأمريكي لتقديم تنازلات بشأن الملف النووي أو تخفيف الحصار الإقتصادي.
-
أن يبقى العراق تحت الوصاية الإيرانية والحد من المنافسة الأمريكية على الساحة العراقية.
-
أن تكبيد القوات الأمريكية خسائر في خلال المواجهات مع تنظيم الدولة الإسلامية من شأنه أن يرفع قيمة أسهم الجنرال سليماني الذي الحشد الشعبي ضد تنظيم داعش الارهابي.
-
فسح المجال لبشار الأسد ليشدد قبضته على المعارضة السورية لإنشغال القوات الامريكية والاوربية بالحرب في العراق.
-
استنزاف القوتين المتحاربتين (القوات الامريكية وداعش)، وكلاهما لا يشكل اهمية لإيران.
-
إبقاء العراق كورقة تفاوضة مهمة بقبضة ايران ضد الامريكان في اي حوار مستقبلي.