سعدي الحديثي يتألق في المقهى الثقافي اللندني

سعدي الحديثي يتألق في المقهى الثقافي اللندني
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- بعد مرور خمس سنوات على منجز المقهى الثقافي  في لندن  من العطاء المتميز وتنوع المحاضرات ، حيث استقطبت جميع اتجاهات الجالية العراقية الثقافية ،استهل المقهى عامه السادس بأمسية للدكتور سعدي الحديثي الباحث في الفولكلور العراقي والمتخصص بأغاني حوض الفرات الاعلى،نال شهادة الماجستير في دراسة عن الحياة الفولكلورية من جامعة ليدز في بريطانيا،وحاصل على الدكتوراه في الشعر العربي من جامعة سواس كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن.هو ابن الفرات وهو يغذي البادية ليمنحها الاصرار على الحياة ومواصلة العطاء. ابن مدينة حديثة هبة الطبيعة الجميلة الهادئة. في تلك البيئة المتنوعة نمت موهبة الدكتور سعدي الحديثي ،ومن تلك البيئة التي عاش فيها طفولته وصباه استلهم الغناء والشعر والبحث في مضامين ما يغنى ويصاحب الدبكات او الجوبي في البادية. الحديثي لم ينظر للغناء من زاوية الطرب والحس الموسيقي فقط بل جعل منه منهجا للدراسة وعلما للبحث في شعابه. فربط بين البيئة الجغرافية والاجتماعية ونوع الغناء الفولكلوري والنغم سواء كان مغلفا بالحزن كالابوذية او موال عتابة او اهازيج من جنوب العراق الى امتداد البادية وفضائها الرحب في اعالي الفرات او جبال شمال العراق. الغناء صار رفيقه لاسيما في سنوات السجن الذي شرعت ابوابه للكثير من اليساريين فشكل مع الشاعر مظفر النواب ثنائياً للشعر والغناء وأبدعا في التخفيف من وطأة السجن . وبعدها واصل الثنائي كلما التقوا في موانئ الغربة احياء الأماسي الغنائية الشعرية. من آرائه ان هناك اختلافاً بين الاغنية الريفية وبين البدوية يقول «يعتمد المطرب الريفي على حنجرته فيطرب له السامع..لانه متأمل سواء كان جالسا او متنقلا بالمشحوف..اما الغناء البدوي فحين يرافق العرض يخرج الصوت من الرأس بينما في اغاني السامري ينبع من الصدر فالمطرب وهو يعزف على الربابة يضطر لإحناء رأسه وهو يحتضن الربابة». استطاع كشاعر وباحث وخبير منهجي في توثيق ودراسة موسيقى البادية وقد جاب اطرافها وجمع من مخزون اهلها من الشعر والأهازيج الغنائية الكثير. فطور الاغاني القديمة وجددها.. واعتقد له الفضل بتقريبها لمسامع الاوساط العراقية ،جمهور المقهى الثقافي اللندني كان متعطشاً لسماع الاغاني بصوت الحديثي الذي لم يبخل عليهم ولكنه اكتفى بغناء مقاطع من انواع الاغاني البدوية التي عرّفنا بأنواعها، بصوته الصافي المرن وهو ينتقل من الاغنية الريفية الى البدوية. «الاغاني بالنسبة لي امر عزيز حين تحضرني الرغبة في الغناء لن اتردد واغني اما الكلمات التي اكتبها او اغنيها فهي عزيزة علي مثل اولادي». كانت المحاضرة غنية بالمعلومات التي طرحها. يقول: ان البدو كل قصائدهم لها حكاية شعبية. اما كلمة بدو «كنت اتصور انها من بدأ ..لكنها اتت من الارض المرتفعة الظاهرة للعيان لذا هناك تسمية اخرى للبادية (الظهرة) . وبين الحديثي ان الحداء اشهر انواع الغناء البدوي، فهم يحدون ليسوقوا الابل ويحثوها على السير. والحداء يختلف ايقاعه حسب الظروف وعادة ما يصاحب القافلة في حروبها لذا نلاحظ فيه قوة وعنفاً،اما العتابة فهي الاقرب للأبوذية التي تشتهر بها اغاني الجنوب والاختلاف في النهاية فقط فكلاهما من اربعة اسطر، ثلاثة اسطر تنتهي بكلمة متشابهة باللفظ لكن لها عدة معان،وهناك نوع من انواع القصيد اي الشعر الشعبي البدوي يسمى (المراددة) حيث يردده اثنان يتقابلان ويتحاوران شعرا. وقد حرص الدكتور الحديثي على اداء مقطع او بعض الابيات لبعض الأنواع الغنائية التي تطرق لها للتوضيح اكثر منه للطرب الذي كان جمهور الحضور ينتظره.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *