سلاما ياعراق : الحاكمون والمتحكّمون

آخر تحديث:

 

 هاشم العقابي

ليست فقط السفينة إذا كثر ملاحوها تغرق بل الدولة أيضا. ولأن العراق كذلك، فسيظل غارقا في التخبط وعدم الاستقرار. عندما يقولون انها ديمقراطية فإنهم يعنون ان الشعب ينتخب ليعطي الخبز لخبازته وينصرف أبناؤه لحياتهم وان على من انتخبوه ان يضمن حقوقهم وفقا للدستور. مصيبتنا اننا، كشعب، لا نعرف ما هي حقوقنا ولا الحاكم المنتَخب يعرف واجباته نحونا. الأخطر انه حتى غير المنتخب صار يحكم ويتحكم برقابنا ومصائرنا. النتيجة: حكومة بالخضراء قد تربط لكنها لا تحل، ومتحكمون في الشوارع يحلون ويربطون بقوة السلاح.

عندما قرر الشعب ان يتظاهر بعد ان نُهب ماله وضاع ثلث ارضه وسبيت المئات من نسائه صار لا يدري من أين تأتيه الاتهامات والاوامر التي وصلت الى حد فرض الشعارات عليه ورفض شعاراته النابعة من وجعه اليومي. بعض الجهات المسلحة فرضت نفسها على المتظاهرين: لو العب لو أخرب الملعب.

قال الشعب ان أمواله واحلامه وتطلعاته سرقت باسم الدين. قالها وتعال يا عمّ شيّلني. الحكومة لم تعترض ولا حتى البرلمان. لكن احسبوا عدد الذين استلوا سيوفهم غضبا ليلوحوا بقطع لسان من يقول الحق: داعش ببطن داعش. لا فرق سوى طول الدشاديش ونوع اللحى وطبيعة الدول التي تقف وراء الصنفين.

اليوم، تتعرض سيادة البلد لانتهاك تركي صارخ. الحكومة، وهذا واجبها الدستوري، تصدت بشخص رئيسها للحدث. فهم الرجل ان الجار التركي استغل الظرف الصعب الذي يمر به بلده فاعتمد الحكمة سبيلا لردعه. ومثلما فعل أصحاب “السطوة” مع التظاهرات استغلوا الفرصة للتشكيك بدور رئيس الحكومة وتأليب العامة ضده. فإن كانت دعواهم ان التظاهرات “كافرة” فرئيس الوزراء، بتعامله مع الجانب التركي، عندهم، فاشل ومنبطح. يريدون حل المشكلة عن طريق “هوي الهويانه”. يظنوها لعبة جهال وكأن تركيا نادٍ اجتماعي في اتحاد الادباء العراقي يوم هاجموه بجمع من خوشيتهم المتخلفين.

الله يعينك يا حيدر العبادي على هذه الهوسة. والله يساعدك، ويساعد كل ذي عقل سليم، على هذه الملّة التي ما زالت الى اليوم ترى انها قادرة على هزّ أمريكا بدبابات “ما ننطيها” من طراز 72، بحسب تعليق عراقي (مزحّج) على صفحته في فيسبوك.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *