أين تکمن مشکلة العالم مع النظام الايراني؟

أين تکمن مشکلة العالم مع النظام الايراني؟
آخر تحديث:

بقلم:منى سالم الجبوري

تبدو المفاوضات الجارية في فيينا من أجل وضع حد للنوايا المتزايدة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل إنتاج السلاح النووي، تسير بخطى أقل مايقال عنها غير واضحة ولاتوحي بالثقة والامل ولاسيما وإن النظام الايراني يسعى لکي يبقى إتفاق عام 2015، کما هو عليه من دون أي تغيير وفي مقابل ذلك يحصل أيضا على إمتيازات أخرى نظير رفع العقوبات الدولية عنه ورفع اليد عن الاموال الايرانية المجمدة وغض النظر عن تدخلاته في المنطقة وماتٶديه الميليشيات التابعة له من دور لصالحه فيها.

تضارب التصريحات ووجهات النظر بشأن مايجري على طاولة المفاوضات في فيينا وعدم وضوح الصورة لحد الان، تدل على إن نوايا النظام الايراني باقية على حالها وإنه مصر أکثر من أي وقت آخر على مواصلة مساعيه من أجل تحقيق أهدافه وهو يريد أن يحصل على أکبر قدر من الامتيازات في مقابل إلتزامات تسمح له بالتحايل والخداع وهو أمر لايبدو إنه مخفي على المجتمع الدولي أو على الاقل لاتعلم به، ولکن وفي نفس الوقت لايجب التصور بأن النظام الايراني في موقف القوة وإن بإمکانه الاستمرار في هذا الموقف الى النهاية، بل إن نظرة ملية على الواقع الايراني تدل على خلاف ذلك تماما وإن النظام الايراني في عجالة من أمره أکثر من المجتمع الدولي ولاسيما وإن مشاعر الرفض والکراهية التي يکنها الشعب الايراني تجاه النظام تتعاظم بصورة ترعب النظام خصوصا وإن قادة ومسٶولين في النظام يعلمون بعزم الشعب على مقاطعة إنتخابات الرئاسة التي من المٶمل إجرائها في 18 حزيران/يونيو القادم.

ماقد حدث في الانتخابات التشريعية في عام 2020، من مقاطعة شعبية فضحت النظام أمام العالم، يتخوف النظام من أن يتکرر، ولاسيما وإن منظمة مجاهدي خلق التي أبليت بلائا حسنا في حث الشعب الايراني علب مقاطعة إنتخابات عام 2020، تعود بنفسها من خلال شبکاتها الداخلية المتواجدة في سائر أرجاء إيران لکي تٶدي نفس الدور، ومن هنا فإن مفاوضي النظام الايراني في فيينا الذين يسعى الاخير الإيحاء لهم بأن الفرصة ستتضاءل بعد هذه الانتخابات“في إشارة الى أن التيار المتشدد سيمسك بزمام الامور“، في وقت صار العالم کله يعرف جيدا بأن النظام هو نفسه سواءا کان إصلاحي مزعوم يترأسه أم متشدد وکلاهما أساسا يسعيان من أجل خدمة النظام، لکن الحقيقة التي على المجتمع الدولي الانتباه إليها هي أن النظام يحاول الخروج من مأزقه العويص من خلال هذه الانتخابات التي يسخر منها الشعب الايراني، وإن مشکلة العالم مع النظام الايراني ليست فيمن سيتم إنتخابه ولافي نجاح إنتخابات فيينا أوغيره من الامور العالقة مع معه، بل إن المشکلة في النظام نفسه الذي هو سبب البلاء في إيران والمنطقة والعالم!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *