عندما تصبح الحياة جحيما لايطاق

عندما تصبح الحياة جحيما لايطاق
آخر تحديث:

بقلم:منى سالم الجبوري

في ظل التقارير الخبرية المختلفة الواردة من داخل إيران بشأن مختلف الاوضاع السائدة، فإن المعلومات تتزايد عن الکثير من الامور المأساوية والسلبية التي صارت کظاهرات تفرض نفسها على الواقع الايراني نظير بيع أعضاء الجسد وبيع الاطفال الخدج والعيش في المقابر والاماکن العامة وداخل بيوت الورق المقوى والعشوائيات وعمل الاطفال ..الخ، فإن الحياة في إيران قد أصبحت عاما بعد عام بمثابة جحيم لايطاق.

الاوضاع المعيشية المتفاقمة في إيران في ظل إرتفاع الاسعار والغلاء الفاحش وبعد إزدياد الفقر بصورة غير عادية وإتساع الفجوات والفوارق الطبقية بشکل هائل، فإنه لم يعد من السهل على أصحاب الدخل المنخض وهم الاکثرية في إيران أن يواصلوا الحياة بسهولة بل إنها تعدت حتى حدود الصعوبة وصارت فعلا وکما أشرنا جحيما لايطاق وإن مانقلته صحيفة اعتماد الحكومية في 2 أغسطس / آب2022، بأنه وخلال أقل من ثلاثة أشهر أضرم 8 عمال النار في أنفسهم احتجاجا على مشاكل معيشية!

وبحسب المعلومات المنشورة حول سبب حرق الذات للضحايا، فإن الفصل، والتعديل في القوى العاملة، وعدم الحسم بشأن عقد العمل، وعدم الرد على المطالب، وعدم القدرة على توفير سبل العيش، تسبب في إحراق العمال أنفسهم. والملفت للنظر إن أوضاع العمال الذين يشکلون واحدة من أکبر الطبقات الاجتماعية في إيران تزداد سوءا ويزداد إرتکاب الظلم بحقهم وعدم مراعاة حقوقهم فإنه ومن خلال المعلومات المنشورة في عمليات الاحصاء الجارية تٶکد بأن أعدادا کثيرة من الشرکات الايرانية التي تعود للنظام نفسه قد حققت أرباحا صافية کبيرة جدا ولکن ظل العمال فيها يتقاضون أجورا منخفضة وتهدر حقوقهم من مختلف النواحي.

صحيفة إعتماد الحکومية التي نقلت الخبر المأساوي أعلاه، فقد أشارت الى أن إضرام العمال الثمانية النار في أنفسهم إحتجاجا على مشاکل معيشية قد حدث بين الفترة المحصورة بين 22 مايو / ايار من هذا العام وحتى 31 يوليو/تموز المنصرم، وإننا لو تمعننا في هذه الفترة الزمنية القصيرة نسبيا وعدد العمال الذين أضرموا النار بأنفسهم، فإن الواقع المزري والبائس الذي يعيش في ظله العمال الايرانيون بشکل خاص والشعب الايراني بشکل عام، يتوضح لنا بکل جلاء.

ولکي نعطي صورة عن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الوخيمة في إيران فإننا ننقل بعض ماجاء في وسائل إعلام تابعة للنظام الايراني بهذا الخصوص؛ حيث کتب موقع خبر اونلاين، 31 يوليو 2022 “البنك المركزي يطبع 381 مليار تومان من الأوراق النقدية في اليوم”. يزداد سعر السلع الأساسية يوميا. “وفقا للتقرير الأخير لمركز الإحصاء الإيراني، بلغ معدل التضخم الشهري للمجموعة الرئيسية (المواد الغذائية والمشروبات والتبغ) 86٪” بينما “التضخم الحقيقي لسلة رزق الأسر العاملة أكثر من 100٪”. (صحيفة مردم سالاري، 27 يوليو2022). ويظهر تقرير المركز نفسه: “مجموعة الزيوت والدهون بنسبة 293.1 في المائة، كانت على رأس التضخم في تموز، وبلغ سعر كل كيلو بيض 100 ألف تومان” حسب صحيفة همدلي، 26 يوليو2022.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *