خالد القره غولي
قبل ملايين السنين .. مرَّت على الكرة الأرضية عصور ( جيولوجية ) عدة غيرت البيئة التي كانت تهيمن على كوكب الأرض وأحدثت فيها متغيرات جذرية متتالية ساعدت في إنتشار الإنسان وبقائه وتسهيل تكاثره ! ومن الغريب أنَّ بعض هذه العصور تبدأ بالدهر الجهنمي وهو بداية تكوّن الأرض ثم القمر قبل خمسة مليارات سنة تقريباً ثم الدهر السحيق ودهر الطلائع والكامبري والأوروفيسي والسيلوري والديفوني والكربوني والترياسي والجوراسي، زمن هيمنة الديناصورات على الأرض!) والعصر الطباشيري والبايوجين والنيوجين والهولستين ( نهوض الحضارة الإنسانية ) والمقصود البشر والحيوانات والكائنات الحية، والبليوستين والبليوسين والبياشنزي والزانكلي وهناك بعض العصور لا أهمية لذكرها أو لتداخلها التاريخي وتشابهها الجيولوجي .. والملاحظ أنَّ عصوراً وحقباتٍ كالعصر الجوراسي وهو السيطرة المطلقة للديناصورات على الأرض بشكل كامل ومطلق وإحتلالها لكل بقاع المعمورة أرضاً وجواً وبحراً ونهراً وأشجاراً لو شُكلت آنذاك دول وحكومات لسيطرت الديناصورات عليها أيضاً لإمتلاكها قوة جسدية عملاقة تؤهلها للقضاء على بقية المخلوقات المسكينة .. وقد حسمَ الله عز وجل هذا الأمر بأن أرسل جندياً من جنوده وهو أحد المذنبات ليصطدم بالأرض ويُنهي هيمنة الديناصورات بعد حدوث تغيّر بيئي وجيولوجي أدى إلى إنقراضها وظهور سلالات متطورة أخرى من الديناصورات لكنها أصغر حجماً وألطف شكلاً تتناسب وتتوافق مع الزائر الأبدي الجديد للأرض وهو الإنسان !! والعراق مرَّ منذ عام 2003 بنفس العصور والحقب مع فارق المدة فالقديمة كانت تمتدُ إلى ملايين السنين وبعد عام 2003 لم يستمر بعضها إلا لأيام أو أسابيع معدودة ومنها العصر الياوري ( نسبة إلى رئيس جمهورية العراق الأسبق ( غازي الياور) الذي يعتقد المؤرخون أنه يعيش الآن في كوكب قريب من الحجاز ) تلتها عصور عجيبة كالعصر الباججي والعصر الأيادي والعصر الإبراهيمي أو الأشيقري والعصر الحميدي والعصر الطالباني والعصر المشهداني والعصر النجيفي والعصر المالكي والعصر الريشي والعصر السليماني .. ولا أعلم حقاً ماالذي ينتظرنا من عصور أخرى في السنوات القليلة القابلة بعد إنتهاء مايسمى ( بالإنتخابات الديمقراطية ) كي ننتهي بإذن الله من بلدٍ عظيم إسمه العراق نزَّل الله فيه آدم ورست سفينة نوح على جباله وتطهر ثراه بالأنبياء والصحابة وآل البيت الكرام .. أما ديناصورات الحقبة التي تمتد بعد عام 2003 فلاأعتقد أنها ستكون ألطف في المستقبل القريب ( بعد الإنتخابات ) بل يؤكد المؤرخون والجيولوجيون أنَّهم قرروا اللجوء الى بلد مسكين آخر بعد أن ينتهوا من إعادة العراق إلى الحقبة الجهنمية ..