أخوة يوسف

أخوة يوسف
آخر تحديث:

 

  حسين الصدر

-1-

قرأنا في بعض كتب الأدب قصة المرأة التي ترافعت مع زوجها إلى (الشعبي) فقضى عليها ، فبادرت المرأة للبكاء، فرّقَ لها بعض الحاضرين وسأل الشعبي أن يعيد النظر في أمرها ، فأبى

 فقال :

 أما تراها تبكي ؟

 ” قال الشعبي :

 إنّ اخوة يوسف جاؤوا أباهم عشاءً يبكون ” ..!!

 -2-

 واخوة يوسف اليوم يذرفون دموعهم ويدّعون أنهم يبكون على العراق..!!

 وما حلّ به على يد (الانبطاحيين) …

 وقديما قيل :

 ” رمتني بدائها وانسلّت “

 -3-

 والانبطاحيون الحقيقيون معروفون ..

 وفي طليعتهم هؤلاء الذين لا تخرج دموعهم عن كونها (دموع التماسيح)

 -4-

 لقد انبطحوا أمام (المسؤول التنفيذي المباشر الاول السابق) الذي قاد العراق الى الدمار، وَحَرَمَهُ من أنْ يذوق طعم الاستقرار .

 ولا نريد الدخول في تضاريس الوجع العراقي ويكفي أن نقول :

 هل علم الانبطاحيون بالنهب المنظم الفظيع الذي أدخل العراق في قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم ، وقد بلغت المنهوبات من ثروته الوطنية المئات من المليارات ؟

 فلماذا انبطحوا أمام هذا النهب الفظيع للثروة الوطنية العراقية وقد غطّاه كبيرهم الذي علّمهم السحر ؟!

 -5-

 لقد استعرضنا أقوالهم ومواقفهم في الفترة الممتدة مابين (2006-2014) فلم نجد ما يشير من قريب أو بعيد الى أية همسات نقدية للحاكم بأمره ، فضلاً عن الاعتراضات والتحديات …!!!

 فأين (حماستهم) الثورية ؟!!

 ولماذا ظهرت الآن فقط ؟

 -6-

 ان الوالغين في مستنقعات شراء الذمم والضمائر ، وتوزيع سندات التمليك الوهمية ، هم أكبر الانبطاحيين أمام رغبة الحاكم بِأمْرِهِ للاستحواذ على السلطة ، وعليهم ان يجلدوا ذواتهم قبل ان يشنّوا

 الحملات الظالمة على فرسان التغيير، الذين استقبلهم الشعب العراقي بالترحاب الشديد ، وعقد على جهودهم الآمال العريضة .

 لقد أثبتوا أنهم فرسان التغيير ورجال التحرير .

 -7-

 اننا نلفت أنظار الباكين الى وجوب الالتفات الى نبض الشارع والى ما فيه من حراك …

 فالرأي العام يربط بين (سقوط الموصل) في 9 / 6 / 2014 بيد الأوغاد من (داعش)، وبين سوء التدبير والتقدير والفشل الكبير ، الذي تميّزت به المرحلة التي يبكون عليها ..!!

 ويكفيهم ذلك خيبة وحسرة ..!!

 [email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *