انعدام الثقة بالمالكي!
محمد الياسين
اعتذر رجل الدين البارز العلامة عبد الملك السعدي عن تفويضه من قبل ساحات الاعتصام للتفاوض مع حكومة المالكي، مبيناً ان ثقته بنوري المالكي أصبحت معدومة ، وأكد على ان التظاهرات قامت بدافع وطني لم تحمل طابعا خارجيا ، وأشار الى موقفه السابق ، مؤكداً من جديد على ضرورة الالتزام بوحدة الصف الوطني والابتعاد عن النفس الطائفي .نعود قليلاً إلى الوراء وتحديداً إلى إنتفاضة الغضب في 25 شباط 2011 ، بداية شرارة الثورة ، حينما طلب المالكي بخطابه الشهير ” سيئ الصيت ” من المتظاهرين السلميين امهال حكومته مدة اقصاها مئة يوم لإجراء تغييرات جذرية في واقع الخدمات المزري وتوفير سبل العيش الكريم! ، ومضت المئة يوم ومضت بعدها اشهر وسنين ولم تقدم حكومة المالكي للعراقيين سوى الازمات المتلاحقة ، وتردي الخدمات اكثر فأكثر ، وتراجع الوضع الامني في البلاد ، وتصاعد حدة التوترات السياسية ، وتزايد اعمال العنف وعودة الميليشيات المسلحة لنشاطاتها الارهابية ضد المواطنين والمناوئين لحكومة المالكي وسياساته الاستبدادية ، ثم زجه البلاد في صراعات إقليمية في سوريا.هدد رئيس وزراء العراق نوري المالكي نواب البرلمان في حال ذهابه إلى عقر دارهم! بفضح فسادهم وجرائمهم بحق العراقيين!!،لكنه فضل ” التستر “عليهم بدل فضحهم حفاظاً على سير العملية السياسية ” المتعثرة “.اعتاد المالكي على سوق الاكاذيب الى العراقيين والنكث بوعوده إليهم ، رافضاً تنفيذ أبسط حقوق الانسان المواطن في وطنه ، فهل هناك جدوى من التفاوض ؟! ، تنعق أبواق المالكي في وسائل الاعلام ليل نهار بأن حكومة المالكي نفذت مطالب المتظاهرين! ، فهل مجزرة الحويجة كانت مطلب من مطالب المتظاهرين؟! ، أم اصدار مذكرات الاعتقال بحقهم كانت مطلباً من مطالبهم؟! أم الحشد العسكري صار مطلبا لهم؟! ، وهل كان التصعيد العسكري وشحن الاجواء طائفياً مطلباً هو الآخر؟!.إنعدام الثقة بأية مبادرة حكومية أو دعوة يقف وراءها حلفاء المالكي وأعوانه أصبحت واقع حال ، فهل هيأ المالكي الاجواء المناسبة للتفاوض؟! بمعنى ، هل قدم للمتظاهرين في المحافظات الست المنتفضة اي بادرة حسن نية بإتجاه التهدئة وفض الأزمة؟! هل خطى المالكي خطوة واحدة حقيقية في طريق حل الازمة وتنفيذ حقوق المتظاهرين؟! .من الصعب الحديث عن مفاوضات مع إستمرار لغة التصعيد والتهديد المستمرة منذ بداية الازمة وخاصة بعد احداث مجزرة الحويجة ، فالمالكي أرتكب حماقة وانتحر سياسياً بذهابه في خيار عسكرة الازمة ، ويبدوا واضحاً ان رعونة المالكي لا تكفي لوحدها كي يتخذ هكذا قرار دون موافقة إيرانية – أمريكية!.