معذرة سعادة الرئيس الحلبوسي فالأمثلة تضرب ولا تقاس
آخر تحديث:
بقلم:موفق الخطاب
قيل قديما اذا لم تستح فافعل ما شئت
وأقول اذا لم تستح فقل ما شئت!
فعن أي دولة يتحدث سعادتكم وأنتم تمجدون امام الحضور بتاريخ الأمجاد والبطولات و انجازات منظمة بدر وبناءهم للدولة العصرية المزدهرة والتي شيدتها سواعد منتسبيهم في العراق المحرر من الديكتاتورية طيلة مسيرتها النضالية في حقبتي الحرب والسلم، كما إستعرضتم ذلك في كلمتكم التي القيتموها احتفالا وإبتهاجا بالذكرى الحادية والاربعين لتأسيسها وبحضور أمينها العام السيد هادي العامري وجمع غفير من القيادات؟
هل سعادتكم على يقين راسخ مما تقولون؟
أم إنه البرستيج والاتكيت السياسي ولا ضير أن يتخلله بعض التدليس والنفاق لإرضاء الحاضنة الأم وكسب ودها وكذلك مجاملة رفاقكم في العملية السياسية من المكون السياسي الشيعي للابقاء في منصبكم الذي قد يتعرض لهزات بدأتم تتحسسونها ؟
هل يريد سعادتكم القفز فوق الحقائق على الأرض؟
أم أنكم تريدون تغيير قناعات الشعب العراقي الذي اكتشف وشخص زيغهم وعدائهم له فلفظهم وأنتم لهم تلمِّعون ؟
هل حقا أن منظمة بدر منظمة عراقية الولادة والمنشأ والاهداف والولاء لتتفاخر بها وتكيل لها كل هذا المديح؟؟
ربما قد يختلط الأمر على القارئ والمتابع العربي وتختلط عليه الأوراق، لكن لا أظن ان ذلك ينطلي على كل عراقي شريف ضاق بهم ذرعا بما قاساه منهم ومن جميع المليشيات والعصابات!
هل تريد أن نذكركم بظروف تأسيسها وأين تأسست ومن هي حاضنتها ؟
فسجلها وماضيها في ايران وحاضرها في العراق أمر واضح ولا يمكن تجاهله أو محيه وأسال من بقي من الأسرى على قيد الحياة ومن كان له شرف مقارعة النظام الإيراني ليقصوا لك القصص المبين.
انزل ياسعادة الرئيس الى الشارع لتتأكد بنفسك وتشاهد بأم عينك آثارهم!
فهل هنالك اليوم في العراق دولة أو حتى مقومات دولة ليحق لك التباهي بها !
فماذا أضافته هذه المنظمة وأمينها العام للنهوض بالواقع العراقي؟
فإن كنت تردي فتلك مصيبة وإن كنت لا تردي فالمصيبة أعظم!
وأوجز لك حال العراق اليوم لأوفر عليك عناء البحث وربما المحيطون بك قد لايصدقونك القول و لا يوصلون لك نبض الشارع.
فالدولة التي تتباهى سعادتكم بها وتدعي أن منظمة بدر قد شيدتها، وقد اوصلتها بخطبتكم الرنانة الى مصاف جمهورية افلاطون الديمقراطية الاسطورية تعاني من:
تفكك وضياع السيادة بين امريكا وتركيا وايران وجميع دول الجوار وما خلف الجوار، ولا تكاد هنالك بقعة فيها مالم تنتهك وتدنس سيادتها، فبلدك يعاني من الفساد وتفشي المخدرات والفقر والدمار والعنف الأسري والمغيبين والسجون السرية وأقبية التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان ، والانهيار الإقتصادي مع اعلى درجات التضخم والبطالة، والإرهاب والطائفية والسلاح المنفلت وعشرات المليشيات ومئآت الأحزاب والتكتلات التي تنهش بجسد العراق، فخيراته تنهب، وتعليمه اصابه الجهل والتقهقر وصناعته قد عطلت، وزراعته اصابها السوس و العقم، وروافده ستجف قريبا، وسدوده ستخرج من الخدمة، أما مصافيه فقد دمرت وفككت، ونفطه قد أرتهنت آباره عند الشركات لعقود قادمة!!!
هذا هو نتاج النضال من بدر والدعوة والاحزاب الاسلامية وجميع شركائكم في العملية السياسية وهذه هي دولتكم التي تليق بكم فعلا والتي تباركها لهم في يومهم العظيم!
تُذكِرني كلمتكم بكلمة سلفكم السيد سليم الجبوري نائب رئيس الحزب الإسلامي ورئيس مجلس النواب الأسبق وفي نفس المناسبة قبل عدة أعوام عندما اطلق تسمية الابن البار للعراق على المجاهد هادي العامري!!!!
وكلنا يعلم ماذا فعل و فعلت منظمته في العراق عموما و في ديالى على وجه الخصوص وفي أهله وابناء عمومته من قتل وحرق وتشريد وتنكيل لكنها معذرة فهي بهرجة الحياة وسحر المنصب والكرسي تحط بالإنسان حاشاكم الى أدنى درجات الانحطاط و الدناءة والنذالة !
لكن يبدو أن جميعكم معذرة من طينة واحدة وقد جبلت من طين آسن ولا غاربة! وكلكم على درب الهلاك بإذن الله سائرون..
وفي الختام تستحضرني خاطرة الراحل علي الوردي رحمه الله فقد وصف أولئك النفر أدق التوصيف عندما أورد قائلا:
(فتح الحمار مذكرات يومياته فكتب فيها :
أنا لا أعرف كم مضى من الزمن على رحيل الأسد عن غابتنا، ولكني وصلت في نهاية عمري الى قناعة راسخة لكنها قاسية و مؤلمة مفادها:
أن ديكتاتورية الأسد أفضل لنا من حرية القردة والكلاب فهو لم يكن يستعبدنا بل كان يحمينا من القرود التي باعت ودمرت نصف الغابة من أجل الموز، والكلاب أتت على نصفها الآخر من أجل العظام!)