انتفاضة تشرين .. اين ؟!

انتفاضة تشرين .. اين ؟!
آخر تحديث:

بقلم:طارق الجبوري

لم يكن سؤال صديقي ابو احند المقيم في تركيا غريبا ، حيث يتداوله عدد غير قليل من العراقيين .. انتفاضة تشرين .. اين ؟! سؤال مشروع في ضوء ما يمر به العراق من اوضاع سياسية متدهورة وحوارت بين الا ضداد هي اقرب الى الصراعات منها الى المنافسة السياسية المشروعة .. فالواقع السياسي يعيش كما يصفونه حالة انسداد سياسي لانتوقع ان ينتهي في الافق المنظور وبالتالي انتخاب رئيس الجمهورية وتاخر تشكيل الحكومة والدخول في فراغ دستوري دعا البعض من المحللين الى توقع التمديد لمدة ستة اشهر لرئيس الجمهورية برهم صالح والى الحكومة لمنحها شرعية اداء واجباتها خاصة ما يتعلق بالموازنة او النعقاد لتنفيذ بعض المشاريع وهي اذا ما حصلت قد تثير جدلا بشأن مشروعية مثل هذه الخطوة من مجلس النواب .

وبالعودة الى سؤالنا نعتقد ان انتفاضة تشرين باقية وواهم من يظن انها انتهت ، غير ان شبابها اثروا عدم الخروج الى الشارع باحتجاجات شعبية حتى لايتم استغلال تظاهراتهم لصالح هذا الطرف او ذاك كما ان موقف التشرينيون واضح في ما يتعلق بشكل الحكومة.. فهم مؤمنون بان اية حكومة تتشكل من دون اصلاح العملية السياسية ستكون فاشلة ولا تعبر عن تطلعات المواطنين ..

انتفاضة تشرين كروحية موجودة في عقول وقلوب ملايين الملتاعين الذين يسعون لانقاذ العراق مما هو فيه وتطهيره من احزاب الفساد والطائفية . ولكي نكون صريحين اكثر فان شباب تشرين وهذا من حقهم يريدون تهيئة ظروف مناسبة اذا ما عادوا تظاهراتهم لتحقق شيئا ملموس وهذا يحتاج الى توفير مستلزمات كثيرة من ابرزها الدعم المادي والمعنوي وهما الى الان ليسا متوفرين وبما يتناسب وحجم هدف انتفاضة تشرين .. وعلينا ان نتعرف بان الاحزاب الوطنية الشيوعية والقومية عجزت الى الان عن الارتقاء بادائها الى مستوى ما يطمح اليه التشرينيون من اهداف واقتصر دورها على لقاءات ومشاركة متواضعة في دعم الانتفاضة ، بل ان هذه الاحزاب فشلت في اشراك عدد غير قليل من قواعدها في ثورة تشرين السلمية عندما كانت في اوج زخمها في 2019. ويكفي ان نرصد برامج وسائل الاعلام وخلوها من لقاءات مع نشطاء او قيامها بندوات توعوية للمواطنين لحثهم على احياء روح انتفاضة تشرين لندرك حجم مسؤولية شباب تشرين وانهم وحدهم في ساحة العمل الجاد والحقيقي للتغيير الجذري المنشود ..

تشرين موجودة ونتوقع اذا استمرت حالة الفوضى السياسية وصراعات الكتل والاحزاب على ” الكعكة ” بان بغداد والمحافظات ستشهد حالة احتجاجات شعبية لم يسبق لها مثيل .. ما نتمناه على التيارات والاحزاب الوطنية توحيد صفوفها واجراء لقاءات مع نشطاء انتفاضة تشرين لبحث واقع ما يمر به العراق واعلان موقف موحد من العملية السياسية التي ولدت ميتة بسبب المحاصصة وتكثيف التوعية للمواطنين لمغادرة حالة التذمر اللفظي وتحويله الى ممارسة في تظاهرات تضع حداً للفاسدين .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *