تشهد العملية السياسية في العراق،صراعات سياسية تصل حدّ الإحتراب بينها،وجميع هذه الصراعات سببها البحث عن النفوذ السياسي والمالي، والإستحواذ على جميع المناصب والموارد،وفرض الإرادات على الطرف الآخر،لهذا نرى سفينة الحكومة، تتأرجح تحت وطأة الفساد الأبشع في تأريخ العراق،والصراعات على أشدّها بين الأحزاب الماسكة بالسلطة ،والمتحكّمة بوزاراتها ومؤسساتها في عموم العراق،والتي جعلت من العراق (دولة فاشلة )، ينخربها الفساد والمخدرات ،والدليل ماتعلنه الجهات من هيئة نزاهة وخلية الصقورالإستخبارية، عن سرقات (قرن) يومية، في بغداد والمحافظات ،لمسؤلين (كبار) في الحكومة ،وتقف خلفها جهات سياسية ،وشخصيات نافذة وأحزاب متسلطة على القرار السياسي،إضافة عن ألقبض على أطنان من أنواع المخدرات وأخواتها، تدخل الى منافذ عراقية من دول الجوار، وبتواطيء واضح مع الفاسدين،ويبقى الصراع السياسي بين الأحزاب، هو العامل الأساسي في إحداث كل الأهوال والكوارث ،التي يعيشها العراقيون ويتعايشون معها بشكل يومي،وهي سبب مأساتهم ،فهناك صراع شيعي –شيعي، وصراع سنّي – سنّي، وصراع كردي – كردي،ومن يقول غير ذلك فهو كاذب ،وأقصد الصراع بين الاحزاب نفسها،وسبب جميع هذه الصراعات هو التدخل الأجنبي الإقليمي،الذي يرى تنفيذ أجندته السياسية في العراق، هي الفرصة التاريخية التي لن تتكرر مرة أخرى في التاريخ،ولهذا نرى التدخل العسكري والأمني والسياسي والديني بأبشع صوره،ولولا هذا التدخل لما وصل العراق ،الى هذا الدرك الأسفل والحضيض ،من البؤس والتناحر والصراع،ولولا هذا التدخل أيضاً ،لما بقيت هذه الأحزاب تقود السلطة، مستخدمة ومستثمرة هذا النفوذ،وثورة تشرين ليست بعيدة عن ماحصل لهذه الأحزاب ، وقد قشمرتها جموع الشباب العراقي ،وهزأتها وأظهرت ضعفها ونفوذها الكاذب المهلهل،ومن صور هذا الصراع ،مايحصل بين التيار الصدري المتربص للإطار التنسيقي على كل زلّة،بعد إجباره على الإنسحاب من العملية السياسية، بعد الانتخابات،من قبل جهات ضغوطات وتهديدات أجنبية خارجية وداخلية،وكاد أن يشكل حكومة الوحدة الوطنية ،بتحالفه مع الديمقراطي والسيادة،ففشل التيار وإنسحب،
وعقد الاطار التنسيقي صفقة سياسية ،وتحالف هش و(كاذب)، مع الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة،وتم تشكيل حكومة السوداني على أساس هذا التحالف وتوقيع بنود الإتفاق بشروط ، بينهم ، ولكن بعد أشهر من تشكيل الحكومة ، نكث كعادته الإطار التنسيقي ،في تشكيل جميع الحكومات المتعاقبة ،بتنفيذ جميع بنود الاتفاق ،وتفجّر الصراع مرة أخرى بين هذه الاطراف، ووصل حدّ التهديد بإعلان إنسحاب الديمقراطي الكردستاني من العملية السياسية لولا التدخل الامريكي وقتها، وتعثرت الموازنة لأشهر طويلة بسببها،مع إصرار الإقليم على وضع وإقرار المادة 12 و13 و14، في الموازنة التي تضمن رواتب ونفط الإقليم والمادة 140 وغيرها، ومازالت الخلافات على أشدّها ، حتى بعد إقرار الموازنة ،لذلك نعتقد أن التيار الصدري ،يرسل تغريدات أشبه بالتهديدات للأطار التنسيقي، للإنقضاض على السلطة، بعد شعوره بمرارة الإنسحاب ،التي تجرّع منه خسارة المواقع الحساسة والنفوذ، وكل شيء بناه وحصل عليه منذ الاحتلال ولحد الآن ، عدا نفوذه الواسع في الشارع العراقي، الذي يلوّح به كعصا بوجه الإطار التنسيقي ، بين فترة وأخرى ، على شكل تظاهرات لأسباب مختلقة واضحة هدفها سياسي لا أكثر ، كما جرى مؤخراً في الهجوم على السفارة السويدية وإحتلالها، وبذلك أرسل رسالة مباشرة ليست للحكومة السويدية ،وإنما للإطار التنسيقي أولا، يقول لهم(نحن هنا) ،فأين أنتم .؟؟،
أما العلاقة مع السيادة التي يترأسها خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي ، فقد عمل الإطار التنسيقي بكل سطوّته، الى تفكيك هذا التحالف وإضعافه ،من خلال بث الخلافات وتقويتها بين( قيادات السيادة وعزم وتقدم)، وفازوا في تهديم السيادة، وتحويلها الى كانتونات ،ضعيفة السيطرة، لمواجهة الاطار التنسيقي، وفرض تنفيذ شروط الاتفاق بينه وبينهم،ومن الشروط العفو المتأرجح عن السجناء الأبرياء، وإلغاء قانون المساءلة والعدالة، وعودة نازحي جرف الصخر والمخيمات ، وإعلان مصير المغيبين وغيرها،ومازال بعض قادة في الإطار يعملون على إسقاط الحلبوسي ،بين جماهيره ،والمحافظات التي يسيطر عليها جماهيريا،فيوميا يطلق إشاعة ويقوم بعملية لإثارة الفتنة بين عشائر الانباروالمحافظات المحررة ، والهدف إعطاء فرصة لإعادة الإرهاب الى هذه المدن ، وتدميرها ثانية بحجج واهية ومقصودة،وآخرها هجوم عناصر تابعة لشيخ طريقة وأتباعه الى الانبار، ودخولهم المحافظة لإشعال فتنة بين العشائر هناك، بحجة محاربة (فساد الحلبوسي وجماعته)،والفساد الأكبر والأخطر هو ماتقوم به الاحزاب الكبيرة ،بحيتانها (بسرقات قرن )، في وزارات ومؤسسات الدولة ،التي تسيطر عليها ،
والفساد ليس في مدينة واحدة ، وإنما ينتشر كالسرطان من الأعلى الى الاسفل، بمؤسسات الدولة وجميع وزاراتها ،ولكن لإشاعة الفتن وإثارة الإحتراب الطائفي والمجتمعي ، تختلق الأسباب من هنا وهناك، لمصلحة من يقف خلفها ويغذيها ويدعمها وهم بعض جماعات وزعامات الإطار التنسيقي،هذه حقيقة مشهد الفوضى الخلاقة في العراق، وما أبشعها من فوضى، أحرقت الأخضر واليابس، ومازال مستقبل العراق مجهولاً، خاصة بعد التهيؤ للانتخابات المحلية القريبة، التي ستشعل الشارع العراقي، بالصراعات الحزبية والفئوية،نعم الإنتخابات المقبلة ،ستشعل الأوضاع كلها بين الأطراف، لأن الجميع يريد أن يستحوّذ على جميع مراكز النفوذ ،في المحافظات ويستفرّد بالمناصب ومكاسبها ،ناهيك ما سيحصل في بغداد، ومدن الجنوب والوسط، من صراع سياسي وعشائري، تقف خلفه جهات دولية وإقليمية ،هدفها إحداث حرب أهلية في العراق، وهذه الدول لها أجندتها ،وهي في صراع دائم بينها في العراق منذ الاحتلال ، فالصراع واضح بين أمريكا وإيران ، كل يعمل لمشروعه في المنطقة، والعراق ساحة إنطلاق لتنفيذ هذه المشاريع الجهنمية ، لهذا نرى العراق يعيش أبشع فوضى سياسية خلاقة يدفع ثمنها العراقيون ….!!!!