فلاح المشعل
الإرهاب الإسلامي المتمثل بداعش جعل العالم ينقسم في لحظة تاريخية تقوم على مفارقة اشبه ب”التحشيش السياسي”، ان لم تكن مقاربة لسريالية عميقة السخرية ..!دول الغرب تنتفض انسانيآ وتثأر للشعوب التي تتعرض للإبادة الوحشية من داعش ، وتلك هي داعش التي تصور البعض من المسلمين المأزومين بأنها قد تحمل ذلك الحل الذي يأتي مع البرابرة ، كما صوره الشاعر اليوناني كافاني ، لكنهم اصبحوا من سبايا ، أوأرقام في سجل ضحايا داعش الدافق بالذبح وانهار الدماء .
دول الغرب اللاإسلامي ، تقود تحالفا تشترك فيه العديد من الدول العربية والإسلامية لتخليصهم من كوارث داعش وموتها ، وهنا تنبثق كل مفردات الدهشة والمفارقات التي تدعو المتابع والمختص لإقتراح قاموس فهم محدث لعالم السياسة الجديد …!
الحرب على داعش ،التنظيم الإرهابي الأخطر، وكذلك “النصرة” و”خراسان ” وغيرها، مما تصنف بكونها تنظيمات إرهابية سنيّة متطرفة ، هذا الإرهاب الكوني ، يحارب من قبل الدول السنيّة التقليدية مثل السعودية والإمارات وقطر والإردن وغيرها، وتعيش هذه الدول بسبب حربها ضد داعش، حالة من الطوارئ والإستعداد لأي ردات فعل من إجرامية ، بينما تعترض على هذه الحرب وتقف ضدها جماعات شيعية كانت ومازالت الهدف الأول للذبح من قبل داعش واخواتها ….؟؟؟
بعض الأحزاب والتنظيمات الإسلامية الأصولية والتكفيرية جاهرت بالإعتراض على ضرب داعش ، وبعضها يشير لذلك على استحياء ، وهذا أمر غير مستغرب ، أو متوقع لأنها تلتقي مع داعش في في بعض انساقها العقيدية اوعمقها التكفيري ..!اما الجماعات والأحزاب الشيعية التي اعلنت مواقفها ضد الحرب على داعش سواءا في العراق وكذلك موقف حزب الله اللبناني ، فأن لم تكن تعاني خللا سايكلوجيا ، فأنها تأتي متناغمة مع موقف ايران التي ارادت وبإلحاح شديد الإشتراك بهذا التحالف ولم يحالفها الحظ أو الموافقة .
سوريا ترحب بالضربات ، وتنشط بإعلان نتائج الضربات لداعش والنصرة عبر إعلامها الرسمي،وهذا تصرف سياسي وإعلامي ذكي ،ونسق سلوكي موروث عن تربية أموية، موقف يبعث برسائل محرجة للتحالف ، رغم الإذلال الذي تعرضت له سوريا جراء الرد الأمريكي الرافض لإشتراكها .
انقلاب السياق بالمعاني بسبب اخطاء التاريخ التي اوصلتنا لهذه اللحظة القائمة على المفارقة والغرابة والصدمة واللامعقول،هي الحالة المنطقية المتحكمة، والمنسجمة مع السلوك المازوشي الذي يرطب مشاعر الضحية التي تتلذذ بسكين القاتل،ولعله،أيضا، يفسرمايكمن تحت شعارات المظلومية التي تخط على لافتات التاريخ ..!؟