تشكيل الحكومة .. هل هو مطلب الشعب ؟!

تشكيل الحكومة .. هل هو مطلب الشعب ؟!
آخر تحديث:

بقلم:طارق الجبوري

شهدت بغداد وعدد قليل من المحافظات يوم الجمعة الخامس عشر من هذا الشهر نيسان تظاهرات خرج فيها العشرات من المواطنين يطالبون الاحزاب والكتل السياسية بانهاء حالة الانسداد السياسي والاسراع بتشكيل الحكومة وتحميلها مسؤولية ما يتعرض له المواطن من ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية ..

وعملياً فان بقاء الاوضاع متأزمة وفشل مجلس النواب في اكثر من جلسة في اختيار رئيس جمهورية ليصار بعد ذلك الى تسمية رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة ، حالة اربكت الحياة في عراق ما بعد الاحتلال وتسببت بحالات من الشلل في القطاعات الاقتصادية بعضها حقيقي والاخر مفتعل . وفي كل ذلك فان المواطن البسيط هو وحده من يدفع الثمن فالنواب والوزراء وغيرهم من المسؤولين يتقاضون رواتبهم كاملة ويتمتعون بامتيازاتهم التي قدرها المحلل السياسي مهند البياتي باكثر من خمسين مليار دينار فقط ما تم صرفه على اعضاء مجلس النواب .. فهم لن ولم يتأثروا بتأخر تشكيل الحكومة وربما بعضهم مستفيد من هذه الحالة.. والشيء الطبيعي ان تتشكل الحكومة على وفق المدد الدستورية غير اننا وببركة الاحزاب والكتل السياسية الحاكمة لم يعد لدينا ما هو طبيعي فالدستورالملغوم تفسر فقراته ومواده بحسب مصالح هذا الحزب او ذاك وفي اكثر من مرة ضرب دستورهم الذي يتباهون به عرض الحائط ، كما اننا بلا قانون ولا مراعاة لمصالح وطنية لذا ترانا نعيش كمواطنين دوامة الصراعات السياسية سواء شكلت الحكومة او تاخر تشكيلها .. وفي العودة الى سؤالنا الذي وضعناه عنوان مقالنا هل ان تشكيل الحكومة هو الغاية القصوى التي يتطلع اليها المواطن ؟

وهنا يمكن ان اجيب هنا كمواطن بعيداً عن التنظير بكلا .. فقد عشنا منذ تشكيل مجلس الحكم والى اليوم حكومات محاصصاتية بامتياز شرعنت الفساد ودمرت البلاد .. وهذا هو ما دعا التيار الصدري ومعه الاطراف المتحالفة معه الى التناغم مع جزء بسيط من مطالب المواطنين و رفض تشكيل حكومة محاصصة برغم محاولة تجميل وجهها بصفة التوافقية .. ومع ذلك فان تطلعات المواطنين التي لخصها التشرينيون بشعار نريد وطن هي اكبر من هدف تشكيل حكومة من هذا الطرف او ذاك ، شعار تجاوز المطالب الانية بالتعيين وتقديم الخدمات وتحسينها ومحاربة حيتان الفساد وغيرها ليرتقي الى انقاذ وطن من افرازات الاحتلال وما سببه من كوارث على العباد والبلاد .. ومهمة اتقاذ الوطن تحتاج الى من يؤمن بها حقاً ولم يتلوث باي شكل من اشكال التعاون مع المحتلين ولم يسهم بنشر الفساد وضياع هيبة القانون بل ضياع معنى السيادة ..

لم يعد الشعب يتحمل اربع سنوات جديدة مع حكومة لاتختلف كثيراً عن سابقاتها كثيراً ، ومطلبه الاساس هو التغيير الجذري في هيكلية العملية السياسية المحاصصاتية الفاشلة بامتياز .. اخيراً لانتوقع ان تتشكل الحكومة قريباً برغم التظاهرات فكلنا يعلم ان الاحزاب الطائفية وسواها ممن شاركوا بالعملية السياسية تتعامل مع المتظاهرين بالخداع والتضليل تارة وبالقمع والتكيل تارات اخرى ..وكلنا امل بان يعود صوت تشرين الانتفاضة مرة اخرى ولكن معه اصوات الملايين من العراقيين ليحددوا الهدف الكبير ويرسموا طريق الخلاص ممن دمر العراق والشروع بخطوات واثقة نحو مستقبل واعد وسعيد .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *