سيادة الفريق ( أذا أبتليتم فأستتروا)!

سيادة الفريق ( أذا أبتليتم فأستتروا)!
آخر تحديث:

بقلم:علاء كرم الله

مع كل الخراب والدمار والفساد الذي ينهش بالعراق والعراقيين منذ الأحتلال الأمريكي الغاشم للعراق عام 2003 ، ذلك الأحتلال الذي حول العراق الى أرض يباب لا ماء فيها ولا شجر ولا ينبت فيها زرع ولا ضرع ، حيث صار الفساد والأختلاس والرشا ونهب المال العام ومع الأسف ثقافة وشطارة وفهلوة! لدى الكثير من العراقيين، وبعد أن آمن الفاسدين والخارجين عن القانون وعن القيم والأخلاق والمباديء والذين عاثوا بالعراق فسادا ونهبا ودمارا العقاب بسبب أعمالهم فأستمروا بالأساءة الى كل شيء ولوثوا كل شيء! ، حتى صرنا نشعر بأن مساحة النظافة والقيم والأخلاق بدأت تصغر يوم بعد يوم ، بعد أن تحول مفهوم الشرف لدى غالبية العراقيين هو في الحفاظ على الأعضاء التناسلية فقط لا غير! وكل ما عدا ذلك مباح! . أعود للقول مع كل ذلك ، يبقى الوصف القانوني للأختلاس بأنه جريمة مخلة بالشرف! ، حيث ربط القانون فعل الفاسد والسارق والمرتشي والناهب للمال العام بشرفه وقيمه وأخلاقه ، حيث يصيبها الخلل والتصدع والتشوه بسبب ما فعله!. أن الكثير من العراقيين أن لم يكن غالبيتهم لا يعرفون أسم قائد الجوية السابق ولا الحالي! ، ولا غيرهم من قواد الفرق والصنوف ، فالقليل من العراقيين بالكاد يعرفون أسم وزير الدفاع أو الداخلية! ، بسبب فوضى الحياة بشكل عام ولان هذه الأسماء ليست ذات تماس مع مفردات حياتهم اليومية ، حيث يخوضوا معركة الجوع والحاجة من أجل رغيف الخبز يوميا منذ طلوع الشمس وحتى مغربها ، وكذلك بسبب كثرة المصائب والمشاكل والأزمات التي تحوط بهم من كل جانب! ، فلم ينتبهوا الى أسم هذا القائد أو ذاك. فالقليل القليل على سبيل المثال ، من يتذكر أسم قائد القوة الجوية السابق الفريق الركن الطيار (أنور حمه رشيد)، ولا أعتقد أن أحدا يتذكر أو حتى يعرف أن هذا القائد العسكري الكردي قد أقيل من منصبه على خلفية تورطه في قضايا فساد بعشرات الملايين من الدولارات! ، وذلك بمناقصات ومشاريع ومنها تأهيل قاعدة الصويرة الجوية!. ولكن تفاجأ الكثيرين بأنتشار فديو على مواقع التواصل الأجتماعي يظهر فيه الفريق الركن الطيار وهويستقبل من قبل عائلته وأقربائه وأصدقائه بالزغاريد والأحضان ونشر الحلوى عليه وذبح الخرفان تحت قدميه ، بعد قضائه فترة العقوبة بالسجن لمدة سنتين على خلفية تورطه بقضايا فساد! حسب ما ذكر في الفديو ، والأغرب بالأمر أن الخبر المنشور على مواقع التواصل يقول أن الفريق الركن الطيار قضى فترة الحكم البسيطة (سنتين) في السجن بالمنطقة الخضراء؟!!. نكمل موضوع مقالنا فلا أدري لماذا أصرت عائلة الفريق الركن الطيار على نشر هذا الفديو، وما الداعي الى ذلك؟ ، الفديو الذي قلب المواجع والذكريات على أمر معيب ومخجل على السيد الفريق! كان قد طواه النسيان والذي لربما لايريد السيد الفريق نفسه أن يتذكره؟!. فصورة الأستقبال المهيب للفريق توحي للمشاهد وكأن السيد الفريق الطيار أثبت براءته من تهمة ألصقت به أو انه جاء منتصرا من معركة مع العدو!!؟. أقول لسيادة الفريق الطيار أن الحديث النبوي الشريف يقول ( أذا أبتليتم فأستتروا)، فلماذا كل هذه الضجة والأحتفال وذبح الخرفان ونشر ذلك على مواقع التواصل الأجتماعي! ، كان بودنا ذلك ونفرح معك جميعا لو كنت قد خرجت بريئا من التهمة! ، ولكن أن تحتفل بهذه الضجة بعد أن قضيت فترة عقوبة بالسجن وبعد أن ثبت عليك تورطك في عمليات أختلاس فتلك مسألة أخرى يا سيادة الفريق! ، أليس كذلك؟.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *