ومن للمظلومين من عامة الشعب ؟

ومن للمظلومين من عامة الشعب ؟
آخر تحديث:

بقلم:اياد السماوي

ما سأتحدث به اليوم في هذا المقال ليس موجعا ومؤلما فحسب , بل يدمي القلب ويجرح المشاعر ويبعث على القلق لما آلت إليه مصائر العراقيين في ظل سطوة هذه العصابات السياسية الحاكمة .. ولخطورة ما أتحدّث به سأكتفي بسرد ما حدث دون ذكر الاسماء .

قبل بضعة أيام كان هنالك اجتماع عقد في بيت أحد قادة الشيعة الكبار في المنطقة الخضراء بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وبين قيادات شيعية رفيعة المستوى .. في هذا الاجتماع طلب أحد هؤلاء القادة ( الكبار ) من الكاظمي حل لجنة أبو رغيف .. للوهلة الأولى يبدو هذا الطلب وكأنّه صحوة للضمير وإن جائت متأخرة .. لكنّ الصدمة والمفاجئة جائت في جواب هذا القائد الشيعي ( الكبير ) حين سأله الكاظمي ولماذا تطلب حل لجنة أبو رغيف ؟ فكان جواب هذا القائد الشيعي ذو الكعب المعلّى هو ( تصل الجرأة بأحمد أبو رغيف أن يبحث وراء فلان وفلان ) .. فلان وفلان أعلى الله مقامهم هم من خاصة هذا القائد الشيعي الكبير .. والأكثر صدمة وألما جواب رئيس الوزراء المؤتمن على مصالح هذا الشعب ( لا .. لا .. ما معقولة .. أنا لا أعرف بهذا ولن أسمح لأبو رغيف أن يقترب منهم ) .. وبعد جواب رئيس الوزراء ينطق القائد الشيعي الآخر ( وأنا أيضا يبحث أبو رغيف وراء أبني فلان ) .. وحين طلب الكاظمي من المجتمعين معه أن يكتبوا له ورقة يوّقعوا فيها أنّ لجنة النزاهة تقوم بعملها على ما يرام وأنّ الفساد لم يعد له وجود وقد انتهى , فإنّه سيحل لجنة أبو رغيف فورا ) .. فكان جواب هؤلاء القادة هو الصمت ولم ينبسوا ببنت شفه .. وانتهى الاجتماع بتعهد رئيس الوزراء أنّ فلان وفلان وفلان لا أحد سيقترب منه وهم في مأمن من عصابة أبو رغيف .

أقول لرئيس الوزراء .. يا جناب الرئيس أنا أعلم علم اليقين أنّك تعرف كلّ شيء عن أياد السماوي وتعلم أنّ ليس له أخ أو أبن أو نسيب متوّرط بملّف من ملّفات الفساد .. وإذا كان هؤلاء القادة قد باعوا ضمائرهم للشيطان من أجل عدم ملاحقة ذويهم المتورطين بالفساد حتى أخمص القدم .. فاقولها لك وبكلّ وضوح يا أبا هيّا .. والله وبالله وتالله لقد كتبت وصيتي ولبست كفني استعدادا للموت من أجل الدفاع عن كلّ مظلوم في العراق شيعي كان أو سنّي ولن اتراجع عن هذا حتى لو قطعتموني أربا أربا .. وتفاصيل المؤامرة التي حكت خيوطها أنت وحمادة الجرجفجي ضد مالك شركة كي كارد ( بهاء عبد الحسين ) من أجل الاستيلاء على شركته , أعرف تفاصيلها بالكامل ومنذ أن كنت رئيسا لجهاز المخابرات وطلبت من بهاء الذهاب إلى لندن للتفاهم مع حمادة الجرجفجي .. جناب رئيس الوزراء أنت تعلم جيدا أنّي من المفترض أن أكون قد أعدمت منذ سنة 1978 من قبل نظام البعث المجرم , وشاء الله أن أنجو من الأعدام والموت حتى بعد فشل الانتفاضة الشعبانية .. وعشت 43 سنة زيادة عن المقّرر .. فلم أعد أكترث للموت إن وقعت عليه أو وقع عليه .. والفساد يا ابا هيّا لا يحارب بالفاسدين .. ومن يستسلم إلى لصوص العصابات السياسية الحاكمة ويلّبي طلباتهم , غير مؤهل لمحاربة الفساد .. ختاما أقول للقادة الشيعة الذين اجتمعوا مع الكاظمي أخيرا .. وا أسفاه على هذه العاقبة التي انتهيتم إليها ..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *