المرأة ليست عورة كما يشيع ويردد جهلة الفكر وأدعياء تطوره بالمطلق ، ظنا منهم في توجيه سهام الإنتقاد لنظام حكم المتأسلمين ، دون مراعاة المنطق الذي يبحث في تماسك القضايا والكلام ، في محاولة لتقديم المؤشرات التي قد تكون صحيحة أو خاطئة ، ليميز بين القضايا والحجج الجيدة من السيئة ، من خلال البحث في بنية العبارات والحجج و تصنيفها ، ومن خلال دراسة النظم الشكلية للإستدلال والإستنتاج المحتمل بسند الحجج ودلائل السببية النسبية في التشخيص ، وعليه فإن المنطق ببساطة شديدة هو كل شىء قريب من العقل وقابل للتصديق ، لان الشىء المنطقي اليوم قد يكون غير منطقي غدا وبالعكس وحسب تطور العلم . بإستثناء مصدر الخالق العظيم الواحد .
العورة إبتداء بتتبع الكلمة في القرآن الكريم هي الشيء الذي تجب حمايته ، لأن عدم حمايته تستتبع وقوع الضرر ، فكل ما لا يحق لكل الناس هو عورة للإنسان . والعورة بعامة تشمل ما يسوء الإنسان إنكشافه أو نيله ، سواء كان من بدنه أو من أسرار حياته الخاصة أو علاقته بزوجه أو من ماله وما يملك . والعورات في القرآن ثلاث : عورة مكان وعورة زمان وعورات النساء وهي :-
أولا – عورة المكان : يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز { وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً } .
وفي معاجم اللغة … هي الخلل والنقص والعيب في الشيء ، وكل بيت أَو موضع فيه خلل يخشى دخول العدو منه ، وعورة الجبالِ شقوقها ، وعورة الشمس مشرقها ومغربها ، وعورة الإنسان ما يستقبح النظر إليه . وإصطلاحا هي ما يجب ستره ، وعورة الصلاة على المرأة بدنها كله عدا الوجه والكفين والقدمين ، وعورتها بالنسبة للنظر كل بدنها عدا الوجه والكفين ، وعورة الرجل في الصلاة خصوص السوءة وهي الدبر والقبل والانثيان . وكذا بالنسبة للنظر . إذن عورة الإنسان كل ما يستره حياء من ظهوره ، فعورة الرجل من الرُكبة إلى السرة ، وعورة المرأة جميع جسدها إلا الوجه والكفين . وذلك مما يعتقد به المؤمون بدين الله الإسلام ، والله سبحانه وتعالى يقول ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا” ) ، فما لك أيها المخالف بما لا شأن لك فيه ولا يعنيك أو يخصك ولا يؤذيك ، وها هو الإمام الشافعي وهو أحد أئمة المسلمين وفقهائهم الكبار يقول :
لســانك لا تـذكر به عـورة امـرئ … فـكـلـك عـورات وللنـاس ألسـن
وعينك إن أبدت إليك مساوئاً … فصنها وقل يا عين للناس أعين
وعامل بمعروف وسامح من اعتدى … وعاشر ولكن بالتي هي أحسن
وهذا ما نحتاج إليه ، فلا يوجد إنسان لا يوجد فيه نقص لا يمكن أن يؤخذ به عليه ، فأنظر إلى الناس كما تريد أن ينظروا إليك ، فإذا كانت عيونك لا تقع إلا على الزلة والنقص ، فمن المؤكد أن سيكون سلوك الآخرين وطريقة نظرهم إليك بذات القياس والمقياس . أما إذا إستحضرنا إحترام الآخرين ليحترموننا ، فستكون خير رادع في مكافحة آفة السطحية والنيل من الآخرين ، والحديث عنهم وعن شؤون حياتهم الخاصة خلال حضورهم أو غيابهم ، وما الإرتقاء بأفكارنا وإهتماماتنا بما نرتفع به عن كل هذا الغثاء الذي يتمثل في القيل والقال من غير معرفة وعلم ، خاصة نبذ ومحاربة سخافات ما يشاع من خرافات وأساطير معالجة فيروس كورونا ، حسب إدعاءات وأقاويل الجهلة ومن يتسمون برجال الدين ، إلا دليل الرقي الفكري والسلوكي المطلوب في كل مكان وزمان .