كبار مسؤولينا.. مزدوجي الجنسية.. ودستورنا يمنع تسلمهم المناصب العليا

كبار مسؤولينا.. مزدوجي الجنسية.. ودستورنا يمنع تسلمهم المناصب العليا
آخر تحديث:

 بقلم :هادي حسن عليوي

ـ تمنع المادة (18) من الدستور العراقي لعام 2006 النافذ.. ازدواج الجنسية لدى المسؤولين الذين يشغلون مناصب عليا في الدولة العراقية.

ـ إلا أن جميع هؤلاء المسؤولين مازالوا محتفظين بجنسيتهم الأجنبية الى جانب الجنسية العراقية.. على الرغم من مرور 19 سنة من نفاذ هذا الدستور.

ـ حيث تماطلت الحكومات المتعاقبة ومجلس النواب في دوراته السابقة في تشريع قانون ينظم آلية تطبيق إلغاء الجنسية المكتسبة من المشمولين بها.

ـ يبدو إن المسؤولين العراقيين يعتزون بالجنسية المكتسبة.. حتى لا تطالهم القوانين العراقية في سلوكهم وأعمالهم المخالفة للقوانين المرعية.. ويستطيعون الخروج من العراق من دون أية تعقيدات أو منع.

ـ كما حد لوزير الكهرباء الأسبق أيهم السامرائي المكتسب الجنسية الأمريكية.. حيث خرج من العراق وعليه أمر القبض عليه.. ولم تستطيع السلطات العراقية من القبض عليه.. وهو متهم بسرقة المال العام .. كما لم تستطع إعادته للعراق لمحاكمته واسترداد الأموال التي سرقها.. وفشلت في كل الحالات المماثلة.. وعشرات من مثل هذه الحالة.

ـ إن المشمولين بمشروع هذا القانون هم: رئيس مجلس النواب ونائباه وأعضاء المجلس.. ورئيس الجمهورية ونوابه.. ورئيس مجلس الوزراء.. والوزراء ومن هم بدرجة وزير.. ومحافظ البنك المركزي.. ورئيس وأعضاء مجلس القضاء الأعلى.. إضافة الى السفراء.. والمحافظين.. ورؤساء مجالس المحافظات.. والمدراء العامون فما فوق.. وكبار ضباط الجيش في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية وجهاز المخابرات.

ـ تنص المادة 3 من هذا القانون.. على تقديم الفئات المذكورة “تعهداً خطياً الى وزارة الداخلية يعلن فيه عدم اكتسابه جنسية أخرى.. أو تخليه عن أي جنسية مكتسبة غير الجنسية العراقية.. ويتحمل التبعات القانونية في حالة ثبوت مخالفته لإحكام القانون”.

ـ كانت هناك اعتراضات سياسية اضطرت مجلس النواب الى رفع مشروع قانون “التخلي عن الجنسية المكتسبة” من جدول أعمال جلسته التي عقدت في 13 آب / اغسطس / 2018 .. للتصويت على حزمة إصلاحات رئيس الوزراء.. وأعيد مناقشة القانون تلك الفترة.. ويبدو إن هناك ضغوط لاستثناء بعض المناصب والنواب.. مما أدى الى تأجيل التصويت على مشروع القانون هذا.. ولم يناقش من جديد!!

ـ لقد استطاع عشرات المسؤولون الكبار المتهمون بالإرهاب أو بالفساد من مغادرة العراق من دون أن يستطيع احد القبض عليهم.. وهم وأبناؤهم يتنعمون بأموال العراق التي سرقوها.. وبدماء العراقيين التي نزفوها من دون رادع.

ـ لقد أثبتت التجربة العراقية إن الغالبية من المسؤولين السراق يستخدمون جنسيتهم المكتسبة للهروب بأموال العراقيين.. ولا تستطيع الدولة إعادة أموالها المسروقة.

ـ كما أثبتت تجربة 17 سنة من العملية السياسية إن السلك الدبلوماسي الرفيع في العراق يضع صاحب الجنسية المكتسبة سفيراً أو قائم بالأعمال أو سكرتير أول في بلد الجنسية المكتسبها.

ـ وهذه هي من المناصب العليا في الدولة.. وبالتالي هو ليس دبلوماسياً ممثلاً لدول العراق.. بل هو مواطن الدولة التي يقيم فيها.. وقد يكون سلوكه وعواطفه مع الدولة المقيم فيها وهذه حقائق مثبتة.. فأي سفير يحمل جنسية البلد الذي يعمل فيه.. يمثل دولة أخرى ؟؟؟؟ وهي حالات ينفرد فيها السلك الدبلوماسي العراقي اليوم عن بقية دول العالم !!

ـ فما الضير أن يتخلى عن جنسيته المكتسبة عندما يكون في منصب رفيع؟.. أو عندما يكون نائباً في مجلس النواب ؟.. أي انه ممثلاً للشعب العراقي.. فمن غير المعقول أن يقال عليه انه ممثل شعب.. وهو يعتز بجنسية دولة أخرى !!

ـ يا سادة: إن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض الآن أن يكون سفير العراق لديها ممن مكتسب الجنسية الأمريكية.. وهناك حالة في العهد الملكي فقد افتتحت قنصلية للاتحاد السويسري في العراق.. واقترحت سويسرا أن يكون احد رعاياها يعيش في سويسرا منذ أكثر من 40 سنة قنصل سويسرا بالعراق.. وهو من أصل عراقي.. والرجل حتى لغته العربية كانت ركيكة ولغته ولغة أبنائه هي السويسرية ويشغل منصباً في سويسرا.. لكن العراق اعتذر في ذلك الوقت.. واعتبر ذلك إنهاء لحالة الدبلوماسية الحقيقية.

بقيً أن نقول:

ـ إن المادة 3 من هذا القانون : تحدد آلية التخلي عن الجنسية المكتسبة غير واضحة.

– فتقديم تعهد خطي بالتخلي عن الجنسية المكتسبة لا يكفي للتخلي عنها.. فللدول المعنية قوانينها الخاصة في ذلك.. مما يتطلب وضع آلية واضحة ومحددة لتأمين تخلي أصحاب المناصب المشمولين بهذا القانون.. حتى لا يقفز على القانون.

ـ ويعلن الشخص تخليه عن الجنسية المكتسبة .. وهو في حقيقة الأمر.. يضحك على القانون والدولة.. وعلى ذقون العراقيين.

ـ اليوم ونحن على أبواب انتهاء أعمال الدورة الانتخابية.. نطالب بإلحاح تشريع قانون مزدوجي الجنسية.. لمنع دخول نواب جدد من مزدوجي الجنسية في الانتخابات المقبلة.. وإنهاء حالة مزدوجي الجنسية في المناصب العليا.

حالة أخرى:

ـ برزت حالة جديدة منذ 2010 ومستمرة حتى اليوم بتصاعد.. وهي:

إن كل النواب والمسؤولين الجدد من عراقيي الداخل أول ما يستلم منصبه.. يتحرك للحصول على جنسية اجنبية.. فرئيس مجلس نوابنا لم يأتي من الخارج على الدبابة الامريكية.. وابو مازن.. ومئات غيرهم.. يمتلكون جنسية ثانية بعد استلام منصبه.. وهذا مخالف الدستور العراقي النافد بعلم واصرار صاحب الجنسية الجديدة والقضاء.. الذي غالبيته يمتك جنسية ثانية.!!

ـ بقيً أن نقول:

ـ واذا كان السيد رئيس الجمهورية المنتهية ولايته (برهم صالح).. الذي اعلن عن تخليه عن الجنسية البريطانية.. التي كان يحملها.. وخروجه من نادي المسؤولين مزدوجي الجنسية.. منذ الايام الاولي لتسلم منصبه.

ـ والحقيقة ان هذا التخلي لا يعتبر اسقاطاً لجنسيته البريطانية.. ذلك انه يتطلب خطوات عملية ورسالة رسمية لسفارة بريطانيا في بغداد .. وتتخذ جميع الخطوات والاجراءات المطلوبة حسب القوانين البريطانية في التخلي عن الجنسية.. ويصدر قرار من وزارة الداخلية البريطانية بالأمر.. وهذا لم يتم أصلاً.

ـ المطلوب من رئيس الجمهورية وهو الحافظ على الدستور وحسن تطبيقه.. واثبات عزمه على التخلي عن جوازه وجنسيته البريطانيتين.

ـ أن يعد قانوناً يمنع مزدوجي الجنسية من تولي المناصب الحكومية العليا.. بالتنسيق مع رئيس مجلس الوزراء.. ورئيس مجلس النواب.. وقادة الكتل السياسية.. لإصدار هذا القانون.. ولكسب المواطنين لهم.

ـ وبالتالي ايقاف هروب المسؤولون.. من مزدوجي الجنسية.. المسؤولون والنواب (الحاليون والقدامى) من الهروب خارج العراق.

ـ إثر استدعاء أي من المسؤولين مزدوجي الجنسية.. في ظل شبهات وتهم فساد عليهم.. فنجدهم يغادرون العراق.. مستفيدين من جنسياتهم وجوازات سفرهم الاجنبية!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *