مجلس الأمن الدولي والأنتخابات العراقية!

مجلس الأمن الدولي والأنتخابات العراقية!
آخر تحديث:

بقلم:علاء كرم الله

أثارت تهنئة مجلس الأمن الدولي التي بعثها للحكومة العراقية ولمفوضية الأنتخابات عن مجمل العملية الأنتخابية التي جرت في 10/10/ 2021 ولنتائجها وحسن سيرالعملية الأنتخابية وكذلك لعدم تسجيل أي خرق أمني يذكر، بأعتبار أن الحكومة أستطاعت أن تؤمن أجراء الأنتخابات بشكل طبيعي وبيسر وسلاسة وبلا أية صعوبة تذكر، نعود بالقول أن تلك التهنئة أثارت ردود أفعال متباينة بين مرحب بها وذلك من قبل (الكتل الفائزة) ، وبين شاجب ومنتقد لها وذلك من قبل الكتل (والأحزاب السياسية الخاسرة)! التي لم تحصل على عدد مقبول من المقاعد النيابية الذي يرضي طموحها وبما كانت تتوقع وتأمل! . وفي الحقيقة أن موضوع الأعتراضات على نتائج الأنتخابات يعد أمر طبيعي ويحدث في كل دول العالم ، ولكن في العراق يأخذ منحى آخر، بسبب الظروف والملابسات والتداخلات الخارجية بالشأن العراقي بكل تفاصيله!. فالأعتراضات التي تحدث في أية دولة من دول العالم بعد أجراء الأنتخابات لا ترقى الى مستوى التشكيك والأتهامات بالتآمرمن قبل دول أخرى مثلما يحدث ونسمع عنه في العراق! ، حيث فسر المعترضون من الكتل والأحزاب السياسية الخاسرة تهنئة مجلس الأمن الدولي بأنها جزء من مؤامرة دولية كبيرة لأسقاطهم وأفشالهم بالأنتخابات!! ، حيث يقول المعترضون بأن الأنتخابات شابها الكثير من التزوير والتدخلات الخارجية؟!0 ومن جانب آخر لا أدري أن كانت تهنئة مجلس الأمن الدولي للحكومة العراقية عن الأنتخابات التي جرت ، تعد سابقة للمجلس حيث لم يسبق أن سمعنا أنه بعث بتهنئة من قبل لأية دولة من دول العالم أجريت فيها أنتخابات؟! ، فقط حدث ذلك مع العراق! ، (وهذا ما أثار شكوك المعترضين فوجدوا أن التهنئة فيها( أّنّ) كما يقال!!) ، ولربما وهذه من وجهة نظري أن مجلس الأمن الدولي رأى أن للعراق خصوصية معينة ولأنه لازال قليل التجربة بالديمقراطية ، وكذلك لكونه يمر بظروف أستثنائية وشاذة سياسيا وأقتصاديا وأجتماعيا فيحتاج الى الرأي والتشجيع والأشادة ولذا بعث بالتهنئة!. وهنل لا بد أن نذكر بأن الخبير القانوني السيد ( طارق حرب) في لقاء له على أحدى الفضائيات رأى ، بأن تهنئة مجلس الأمن الدولي تعد بمثابة قرار!! .

وعلى خلاف ما ذهب أليه الخبير القانوني السيد (طارق حرب) ، أرى ومن وجهة نظري الشخصية أن مجلس الأمن لم يجتمع بكامل أعضاءه ليصوت من أجل الأنتخابات العراقية! ، وليبدي رضاه وقبوله على الأنتخابات ونتائجها حتى تعد التهنئة قرارا!، كما ذهب أليها وفسرها الخبير القانوني السيد (طارق حرب)! ، حيث ارى بأن التهنئة جاءت على هامش أجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة أمور دولية معينة ، وجاء ذكر العراق والأنتخابات التي جرت فيه بشكل عرضي وعابر!! فعبروا عن تهنئتهم للحكومة العراقية ولمفوضية الأنتخابات على مجمل العملية الأنتخابية وتفاصيلها ونتائجها! فالتهنئة بالتالي تدخل من باب المجاملات الدبلوماسية لا أكثر! . ولكن بنفس الوقت لا أستطيع أن أخذ رسالة التهنئة بحسن النية بشكل كامل!!؟ ، وذلك لمواقف مجلس الأمن السابقة تجاه العراق!؟ فلا أستبعد وأقول لربما ، أن التهنئة تحمل في باطنها رسالة الى الحكومة العراقية والمفوضية ولكل الأحزاب الفائزة والخاسرة تحديدا وعلى وجه لخصوص بقبول النتائج وعدم الأعتراض!!!؟، وبالتالي أن ذلك يعني بأن خيام المعترضين وأعتصامهم وهوساتهم لا فائدة منها وستذهب أدراج الرياح!!0أما أعتبار تهنئة مجلس الأمن الدولي للحكومة العراقية بخصوص الأنتخابات قيه مساس بالسيادة وتدخلا في الشأن الداخلي العراقي حسب ما يصرح به المعترضون؟! ، فمن وجهة نظري لا أرى أية غرابة وتدخل ومساس بالسيادة!؟ فالكل يعلم بأن العراق مخترق وفاقد للسيادة منذ الأحتلال الأمريكي الغاشم له عام 2003، ذلك الأحتلال الذي فتح أبواب العراق على مصارعها للتدخلات الخارجية في شأنه الداخلي، وكم من مرة أخترقت سيادة العراق من هذه الدولة وتلك في أبسط المواقف والبروتوكولات السياسية والدولية من كل دول العالم بما فيها الدول العربية والدول الأقليمية المجاورة للعراق ولحد الآن! فهل ننسى أم نتناسى ذلك؟!. أخيرا نقول : أنا لست مع الفائز ولست ضد الخاسر، أنا ومعي الملايين من العراقيين نريد من الكتل السياسية الفائزة والخاسرة أن تراجع نفسها بعد 18 سنة من الخراب والدمار الذي وصل أليه العراق ، وأن تنظر له بصدق وأخلاص وبعين الوطنية والمسؤولية الأخلاقية والنزاهة لتعيد بنائه بعيدا عن مصالحها الحزبية والشحصية!0 والله من وراء القصد.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *