المشكلة هي الشعب العراقي عاجز عن إنقاذ نفسه وليس فساد الساسة !
آخر تحديث:
بقلم:خضير طاهر
الشعب العراقي يحاول الهروب من المسؤولية وإلقاء اللوم على الساسة وفسادهم ، بينما في الحقيقة الساسة هم من نتاج هذا الشعب ، وان السلطة مصدرها الشعب ، وعلى الأقل بعد التغيير عام 2003 الشعب العراقي إنهار ولم يتماسك ويتدارك زخم الأحداث ويدافع عن نفسه وبلده ، وإستسلم للأحزاب الفاسدة ، وظهر للعيان من السهولة التلاعب به والضحك عليه !
ومن أبرز عيوب الشعب التي يتحمل المسؤولية عنها هي :
– ضعف وغياب مشاعر الإنتماء الوطني وغياب الشعور بالمسؤولية نحو البلد .
– الشعب تراجع إيمانه بمفهوم المواطنة .. وإرتمى أكثره في أحضان الطائفة و رجل الدين والعشيرة .
– تساهل الشعب مع اللصوص والعملاء .. ولم يمارس عقوبة المقاطعة والعزل الإجتماعي السلمي لهم .
– الشعب العراقي رغم كل هذه الكوارث لم ينظم نفسه وينشيء تجمعات وطنية تكون بمثابة جماعة ضغط وبديل سياسي في المستقبل وظل يتفرج على مأساته .
– حينما خرج الحراك المدني الأول كان خليطا من الشيوعيين بتحريض من الكورد ضد حكومة المالكي ومعهم بقايا البعث وبعض الابرياء .. وسرعان ما حركت إيران مقتدى الصدر لإحتواء ذلك الحراك وظهر ضعفه وعدم جديته وانه لايمثل عموم الشعب.
– ثورة تشرين كانت بدايتها مطلبية ثم تطورت الى إحتجاجات وطنية ، وقدمت تضحيات وخسائر كبيرة .. لكن للأسف بدون فائدة ملموسة ، ولم يكن لديها مشروع سياسي وطني ، وخلت من القيادات الناضجة والفاعلة جماهيريا ، والمؤلم ان أكثرية الشعب العراقي خذل ثوار تشرين ولم تتحول الثورة الى إحتجاج شامل عارم يتمكن من إقتلاع الأحزاب الفاسدة .
ماذا عن المستقبل ؟
سوف يستمر على المدى المنظور الشعب العراقي على نفس عيوبه .. ولن يحدث فيه تطور نوعي فاعل ، فهو مشتت ومنقسم ، وغير منظم ، وشعب يتيم من دون قيادات وطنية شريفة فاعلة ومؤثرة في الجماهير ولديها القدرة على إنقاذ البلد .. وامام وضع مأساوي كهذا سيستمر تهاوي وإنحدار العراق نحو الأسوأ ، والناس تكرر نفس صحيات الإحتجاجات والبكائيات من دون فعل جماعي على الأرض .
وإنقاذ العراق محصور في خيارين : الأول .. ثورة مسلحة شعبية لجميع مدن العراق العربية في الوسط والجنوب والغربية ، وإسقاط النظام السياسي ، وهذا الخيار صعب نظرا لغياب القيادات الوطنية وتشتت الجماهير ، والخيار الثاني .. هو إنقلاب عسكري بإشراف أميركي على غرار ما حدث في مصر بقيادة الجنرال السيسي يقتلع هذا النظام السياسي ، ويتوب بعدها الشعب العراقي الى الله من خطيئة مطالبته بالديمقراطية التي دمرت بلدنا ، وتعود الأمور الى طبيعتها بما يناسب الشخصية العراقية والشرقية عموما وهو ضرورة وجود حاكم حازم وصارم يمارس السلطة الدكتاتورية الإيجابية في ضبط سلوك الناس وإرشادهم وتوفير إحتياجاتهم .. وتذكروا مثال على فائدة القوة .. الجندي شبه الأمي حسين كامل كيف نجح في بناء صناعة عسكرية ومدنية ضخمة بفضل القوة في زمن صدام حسين .. وكيف دمرت الديمقراطية في العراق الصناعة والزراعة والتجارة والكهرباء والبنوك والثروة وتحول البلد الى ضيعة ملحقة بيد إيران وعملائها !