اربيل / شبكة أخبار العراق – قال رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني ان المنطقة الكوردية ستضطر للبحث عن “شكل جديد من العلاقات” مع الحكومة المركزية في بغداد إذا فشلت المفاوضات في حل نزاعات بشأن النفط والأرض.وقال بارزاني في مقابلة لرويترز :ان الجولة الحالية من المحادثات التي بدأت الشهر الماضي هي الفرصة الأخيرة لإنهاء النزاع الذي تسبب في توتر شديد داخل الاتحاد الفيدرالي في العراق.وكان بارزاني لمح من قبل إلى استقلال المنطقة الكوردية بشكل كامل عن العراق.وسيكون للطريقة التي تحسم بها القضية تأثير كبير على شركات نفط مثل إكسون موبيل وتركيا جارة العراق التي أغضبت بغداد وواشنطن بتعزيزها العلاقات في مجال الطاقة مع كوردستان العراق.وقال بارزاني في مقابلة أجريت معه في مكتبه الرئاسي على مشارف اربيل عاصمة كوردستان “المحادثات الحالية هي الفرصة الأخيرة. حدث تخفيف في موقفهم (في بغداد) لكن من الناحية العملية لم يحدث تقدم”.وأضاف “إما أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق او سيكون علينا ان نفكر في شكل جديد من العلاقات بين المنطقة وبغداد”.وبعد عشر سنوات على الغزو الأمريكي للعراق لا يزال من الصعب التوصل إلى ترتيبات مستقرة لاقتسام السلطة بين الشيعة والسنة والكورد كما زادت أعمال العنف التي اشتدت في الآونة الأخيرة التحذيرات من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.لكن كوردستان العراق نجح في إبعاد نفسه عن العواقب ويتمتع برخاء لم تشهده المنطقة من قبل بعد ان كانت الأشد فقرا في البلاد.وتتبنى كوردستان التي يعيش فيها أكثر من 4.5 مليون شخص سياسات خارجية ونفطية مستقلة بشكل متزايد أثارت غضب بغداد لدرجة أن الجانبين نشرا قوات لتعزيز مواقعهما على طول الحدود الداخلية المتنازع عليها.وحتى لو أمكن التوصل الى تسوية مع بغداد سيظل الهدف النهائي لبارزاني هو إقامة دولة.وبارزاني محارب سابق ولد عام 1946 في جمهورية مهاباد الكوردية التي لم تدم طويلا.ويصل عدد الكورد المقسمين بين إيران وسوريا وتركيا والعراق الى أكثر من 25 مليونا وعادة ما يوصفون بأنهم أكبر جماعة عرقية في العالم دون دولة خاصة بها.وقال بارزاني الذي كان يرتدي ملابس الكورد وعمامتهم التقليدية “إنه هدف الشعب الكوردي كله وهذا حق. أعتقد أن هذا سيكون الحل النهائي”.ويلعب النفط دورا مهما في تحقيق هذا الطموح.وخلال السنوات القليلة الماضية وقع الكورد عقودا بشروطهم مع شركات نفط مثل إكسون موبيل وتوتال وشيفرون. وأغضب هذا الحكومة المركزية التي تصر على أنها وحدها صاحبة الحق في السيطرة على عمليات التنقيب عن النفط في العراق.وكان كوردستان العراق يشحن الخام عبر خطوط انابيب تسيطر عليها الحكومة المركزية مقابل حصوله على حصة من ميزانية الدولة. لكن التصدير بهذا الاسلوب توقف في ديسمبر كانون الاول بسبب نزاع بشأن المدفوعات المالية لشركات نفط تعمل في المنطقة.وتقول كوردستان ان الدستور يسمح لها باستغلال الاحتياطيات الموجودة في أراضيها وهي تمد المرحلة الأخيرة في خط أنابيب مستقل للتصدير يمكنها من تجاوز الحكومة المركزية وتصدير ما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا إلى الأسواق الدولية من خلال تركيا.وحرصت تركيا المتعطشة للموارد على تعزيز العلاقات في مجال الطاقة مع حكومة إقليم كوردستان رغم اعتراض الولايات المتحدة التي تخشى ان تؤدي السياسة النفطية المستقلة على نحو متزايد إلى تقسيم العراق.وقال بارزاني “الجانبان (تركيا وحكومة كوردستان) عازمان على تعزيز هذه العلاقة. حين يكون لديك نفط . فسوف يجد النفط طريقه”.وساهمت هذه الشراكة في دعم عملية سلام وليدة بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني الذي يحارب الدولة التركية منذ 30 عاما.وبدأ مقاتلو حزب العمال الكوردستاني في الانسحاب من تركيا الى كوردستان العراق الشهر الماضي وهو ما قوبل باعتراض من بغداد التي قالت أنها لن تقبل دخول إي جماعة مسلحة إلى أراضيها.وحين سئل بارزاني عما اذا كانت له اي تحفظات على استضافة بضع مئات من المسلحين في جبال كوردستان العراق قال انه لا يوجد ما يدعو للقلق.وأضاف “نتوقع أن يعودوا إلى ديارهم بعد حل المشكلة”.وأرسل بارزاني مساعدات إلى الكورد السوريين عقب اندلاع الحرب الأهلية في سوريا واستقبل آلاف اللاجئين وسعى الى توحيد صفوف الأحزاب الكوردية السورية.لكنه قال “مازالت لديهم بعض المشاكل الداخلية. سنشجعهم على مواصلة العمل بشكل جماعي وانتهاز أي فرصة سانحة لتحقيق أهدافهم”.