السوداني:زيارتي لباريس لتحقيق شراكة استراتيجية طويلة الأمد بين العراق وفرنسا

السوداني:زيارتي لباريس لتحقيق شراكة استراتيجية طويلة الأمد بين العراق وفرنسا
آخر تحديث:

 بغداد/ شبكة أخبار العراق- أعرب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الأربعاء، عن أمله بأن تكون زيارته إلى فرنسا بادرة خير وأن تضع الأسس الصحيحة لشراكة مستدامة،وقال السوداني في مقال له نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، إن “الحكومة العراقية  اليوم أكثر قناعة برؤيتها لتطوير علاقات العراق الإقليمية والدولية على أسس التعاون والتوازن، والابتعاد عن سياسة المحاور، واعتماد سياسة الشراكة مع العديد من دول العالم وفي مقدمتها فرنسا”.وأشار إلى أن “استجابة بغداد وباريس للشعور المشترك بالأهمية الاستراتيجية للعلاقة بين بلدينا دفع حكومتنا لاظهار المزيد من الحرص على تطوير تلك العلاقة الثنائية والبناء على أسسها الصلبة”.وأضاف، أنه “عندما واجه العراق مخاطر الإرهاب وخاض حرباً مصيرية مع قوى الشر والظلام، دفاعاً عن نفسه والمنطقة والعالم، كانت فرنسا سباقة لتقديم العون والمشاركة في استعادة العراق أراضيه وخصوصاً في حرب تحرير الموصل، يضاف لذلك التعاون المشترك بيننا في جوانب التسليح والتدريب والجهد الاستخباراتي، فكل ذلك يؤشر لشراكة استراتيجية طويلة الأمد بين بغداد و باريس بما يضمن الحفاظ على الإنجازات المتحققة في مكافحة الإرهاب والاستقرار في المنطقة”.وتابع، أن “رغبة بلادنا في ترسيخ التعاون العسكري والأمني مع الجانب الفرنسي، تتناغم مع هدفنا في رفع قدرات قواتنا الأمنية القتالية، وهي الان تحقق تلك الغاية ما يجعل العراق في غير حاجة لقوات قتالية اجنبية، بل قوات استشارية لسد احتياجات قواتنا من التدريب والتجهيز وهذا يعني أننا بحاجة دائمة إلى مراجعة العلاقة مع التحالف الدولي ورسم خارطة التعاون المستقبلي في ظل التطور الدائم في القدرات القتالية لقواتنا المسلحة”.
وفي سياق منفصل، قال السوداني إن “النهوض بالاقتصاد الوطني على رأس أولويات الحكومة العراقية وترمي حكومتنا للاستغلال الأمثل للقدرات الاقتصادية الضخمة، فالعراق ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك ويمتلك أحد أكبر احتياطات النفط والغاز في العالم، وإن الشركات العملاقة مثل توتال اينرجيز والستوم مرحب بها للعمل في العراق في مجال الطاقة مثل استغلال الغاز المصاحب وحقن المياه في الآبار النفطية وتطوير إنتاج الطاقة المتجددة وأيضاً مشروع ميترو بغداد المعلق لتخفيف التكدس المروري في العاصمة والذي نوليه أهمية كبيرة، وهذه امثلة جيدة على الشراكة والتعاون الاقتصادي”.وبيّن، أن “حكومتنا تعتزم أن تكون قوة دفع رئيسية في الدبلوماسية الإقليمية والمسارات السياسية، وتجلى ذلك بوضوح في مؤتمر بغداد 2 المنعقد وبدعم من الرئيس ماكرون في العاصمة الأردنية عمان مؤخراً، إذ حرصنا على رفض العراق استخدام أراضيه كمنطلق لتهديد إيران مظهرين رفضنا في الوقت ذاته رفض أي تجاوزات على أراضينا”.وتابع، أن “العراق من خلال علاقاته المميزة مع محيطه الإقليمي بات ملتقى للقاء الأطراف المتباينة وساعياً لتقريب المسافات بين المملكة العربية السعودية وإيران، وذلك من منطلق إيماننا بأن استقرار المنطقة يتم عبر تجاوز التوترات وسنتستمر في مساعينا في تقريب وجهات النظر بين طهران والرياض حيث نؤمن بأن الحوار واللقاءات السبيل الوحيد للوصول الى أرضية مشتركة وحتى تصل تلك التفاهمات الى مرحلة متقدمة في الاجتماعات واللقاءات المقبلة”.ونوه بأن “التعاون بين باريس وبغداد له أوجه متعددة، فهو يمتد للقطاع الصحي والتعليمي والثقافي والمناخي، ففرنسا تعمل على حفظ البيئة ومكافحة آثار تغير المناخ ومخاطره، ونود بناء شراكة متواصلة في حماية التراث ومكافحة تهريب الاثار، وفي الجانب الصحي قامت فرنسا بمبادرة لبناء مستشفى في مدينة سنجار وهذا محل شكرنا وتقديرنا لما بذل من جهد لدعم مكون مهم من شعبنا”.وأضاف، أن “العراق ملتزم بديمقراطيته واحترام حقوق شعبه وليس أدل على التزامنا هذا من القرار الذي اتخذناه بحق الايزيديين تملك منازلهم وأراضيهم في سنجار بعد ما يقرب من 50 عاماً من حرمانهم من هذا الحق، نحن نعرف قدر العراق ونحترم أقدار العراقيين من كل الطوائف والملل ومقتنعين أن وحدة الشعب العراقي هي مفتاح قوته التي يفتخر بها ويرسخ وحدتنا كعراقيين نسعى جميعا للتقدم، والاخاء، والمساواة، والعدالة”. 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *