شبكة اخبار العراق ناصرية:تشهد الناصرية، تظاهرات يشارك فيها المئات للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء والخدمات بالمحافظة، منذ ستة أيام، إذ انطلق نحو 500 متظاهر من ساحة الحبوبي، وسط المدينة، امس مرددين شعارات مناهضة للحكومة وائتلاف دولة والقانون، الذي يتزعمه رئيسها نوري المالكي، واتهموا وزارة الكهرباء والحكومة المحلية بـ”الفساد وهدر المال العام”، ومنها (وين الكهرباء يا دولة القانون)، و(يا وزير الكهرباء أنت نايم على المكيف وأني نايم بالعراء)، و(يجي مجلس ويروح مجلس والمواطن دوم مفلس)، و(صارلهم عشر سنين رواتبهم ملايين)، و(ساعة ونص ينطوها والباقي يبيعوها)، وغيرها.
ويقول الشيخ عبد الزهرة شيال، (70 سنة)، الذي يعد من منظمي التظاهرات البارزين، في حديث إلى ، وهو يرتدي كفنه تعبيراً عن استعداده لـ”الشهادة” دفاعاً عن مطالب المتظاهرين، إن ”محافظة ذي قار تعاني منذ سنة 2003 وحتى الآن من نقص كبير في الخدمات الأساس لاسيما الكهرباء”، ويشير إلى أن “مشكلة المحافظة ليست في نقص إنتاج الكهرباء إنما في خطوط الشبكات والتوزيع التي تعاني من التقادم والانهيار نتيجة عجزها عن استيعاب الأحمال المتنامية”.
ويضيف شيال، أن “المتظاهرين أعلنوا، اليوم، عن اعتصامهم في ساحة الحبوبي على أن ينسحبوا بعد صلاة المغرب لاستئناف فعالياتهم الاحتجاجية والمطلبية مساء غداً الجمعة، حيث ستنطلق تظاهرة كبيرة من ساحة إلى مديرية توزيع كهرباء ذي قار للمطالبة بتأمين إمدادات الطاقة”، ويبين أن “المواطن ما عاد يعرف كم هي حصته من الكهرباء نتيجة الانقطاعات المتكررة في التيار كل ربع أو نصف ساعة”.
ويدعو الشيخ عبد الزهرة شيال، المسؤولين عن الكهرباء إلى “مساواة ذي قار بحصة المحافظات الأخرى كالبصرة وميسان”، ويلفت إلى أن “مساكن المواطنين في المحافظة تحولت إلى مقبرة بسبب انقطاع الكهرباء”.
ويتهم شيال، أعضاء البرلمان والوزراء وأعضاء الحكومة المحلية وائتلاف دولة القانون، بأنهم “يتجاهلون معاناة الأهالي وينظرون لهم بعين واحدة”، ويعتبر أنهم “يتجاهلون احتياجات المواطنين ومعاناتهم بمجرد الجلوس على مقاعدهم”.
ويطالب الشيخ عبد الزهرة شيال، المواطنين بضرورة “المشاركة الفاعلة والواسعة في التظاهرات والاعتصامات للمطالبة بحقوقهم المشروعة”، ويعد أن “ارتداء للكفن خلال التظاهرة يمثل رسالة إلى الحكومة تدلل على الاستعداد للموت دفاعاً عن مطالب المتظاهرين المشروعة من كهرباء وخدمات رئيسة وتوفير مفردات البطاقة التموينية وتأمين فرص عمل للعاطلين والسكن للأسر الفقيرة التي تسكن في أحياء التجاوز”.
من جانبه يقول الناشط المدني، ابا ذر الأشرف، (27 سنة)، في حديث إلى (المدى برس)، إن “المواطنين في الناصرية يواصلون لليوم السادس على التوالي اعتصامهم وتظاهرهم في ساحة الحبوبي للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء والخدمات”، ويؤكد أن “التظاهرات ستتواصل وتتسع حتى تحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة كافة”
ويتهم الأشرف، المسؤولين المحليين ووزارة الكهرباء بـ”التقصير في تحسين واقع الكهرباء”، ويضيف أن ”محاصرة دوائر الكهرباء من قبل المتظاهرين تشكل رسالة إلى وزارة الكهرباء بأن أبناء ذي قار يستطيعون استرداد حقوقهم بالمظاهرات السلمية وبالقوة إذا أصرت الوزارة على تجاهل مطالبهم المشروعة”.
ويبدي الناشط “استعداد المتظاهرين نقل حراكهم أمام أبواب وزارة الكهرباء بالعاصمة بغداد في حال استمرت بتجاهلها معاناة السكان المحليين”.
بدوره يقول الناشط عماد الموسوي، وهو من منظمي التظاهرات، في حديث إلى (المدى برس)، إن ”التظاهرات والاعتصامات تهدف إلى تأمين الخدمات وليس لأغراض سياسية كما يحاول بعض السياسيين تصويرها، كالبطاط والضاري”، في إشارة إلى الأمين العام لحزب الله تنظيم العراق، واثق البطاط، ورئيس هيئة العلماء المسلمين حارث الضاري.
ويذكر الموسوي، أن “تواصل الاعتصامات يهدف إلى تحفيز أكبر عدد من الأهالي للمطالبة بحقوقهم”، ويتوقع “ارتفاع المشاركة الجماهيرية بالتظاهرات والاعتصامات خلال الأيام أو الاسابيع المقبلة حيث يشتد حر الصيف وتتفاقم الانقطاعات الكهربائية” .
ويبين الناشط المدني، أن “واقع الكهرباء إذا ما استمر في التردي فسنشهد فعاليات احتجاجية ومطلبية أكبر وأوسع”، ويكشف عن “عزم الناشطين في مجال التظاهرات التحرك على أقضية المحافظة ونواحيها لتفعيل المطالبات بتحسين واقع الكهرباء والخدمات”.
وكان المئات من أهالي مدينة الناصرية، تظاهروا في ساعة متقدمة من ليل الاثنين الماضي، (الثالث من حزيران 2013 الحالي)، احتجاجا على الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وهددوا بمنع موظفي دائرة الكهرباء من الوصول إلى مقر عملهم في حال عدم توفير الطاقة، فيما اتهموا الحكومة بـ”الكذب وهدر المال العام” بمشاريع وهمية.
وانطلق نحو 700 متظاهر من حسينية الحاج عبد الزهرة شيال في منطقة المنصورية باتجاه جسر النصر، وسط مدينة الناصرية، مرددين شعارات منددة بسياسة الحكومتين المحلية والمركزية واتهموهن بالكذب ونهب المال العام والضحك على ذقون المواطنين.
وكان العشرات من الشباب الناشطين في محافظة ذي قار أعلنوا، مساء السبت الماضي، (الأول من حزيران الحالي)، عن تنظيم اعتصام مفتوح، في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، للمطالبة بتوفير الكهرباء وتحسين الخدمات وإطلاق سراح أحد زملائهم الذي اعتقل على إثر تقديم طلب بالموافقة على الاعتصام.
وشهدت محافظة ذي قار على مدى السنوات الماضية تظاهرات عديدة احتجاجاً على تردي واقعها الكهربائي، لاسيما خلال الصيف، مما أدى إلى إعلان حظر للتجوال وتدخل قوات الجيش ومكافحة الشغب لتفريقها بالقوة كونها، بحسب الشرطة، “غير مرخصة”، وهو ما أدى إلى حصول صدامات مع المتظاهرين ووقوع قتيل واحد وحوالي 10 إصابات، من جانب المتظاهرين بحسب شهود عيان، وست إصابات بجانب الشرطة، في حين تم اعتقال العشرات بتهمة “إثارة الشغب”، جرى إطلاق سراحهم باليوم التالي بكفالة.
وكانت مدينة الناصرية شهدت في،(الـ14 من أيار 2013)، طواف المواطن عبد الزهرة شيال، (أكثر من 70 سنة)، الذي يعرف بأنه واحد من قادة حركات التظاهر السلمية في السنوات السابقة “المحتجة على سوء الخدمات في المحافظة”، شوارع الناصرية حاملاً مكبرة صوت مردداً شعارات “تندد بالفساد وفشل الحكومتين المركزية والمحلية في حل مشكلة الكهرباء للسنة العاشرة على التوالي”.
وكشف مجلس محافظة ذي قار، في (الـ13 من أيار 2013)، عن “فشل” كل جهوده في حل أزمة الكهرباء في المحافظة، بعد “إخفاق” دوائر وزارة الكهرباء في انجاز مشاريع تحل الأزمة.
يذكر أن العراق يعاني نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ العام 1990، فيما ازدادت ساعات القطع بعد العام 2003، في بغداد والمحافظات ووصلت إلى حوالي عشرين ساعة في اليوم الواحد، لم تتمكن الحكومة ووزارة الكهرباء، من إيجاد معالجات جذرية للمشكلة برغم المبالغ الطائلة التي أنفقت على قطاع الطاقة وعشرات المشاريع التي أعلن عنها، فضلاً عن الوعود التي أطلقها كبار المسؤولين وأكثرها “درامية” من وجهة نظر المواطنين، ذلك الذي أطلقه نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، في (الثاني من نيسان 2012 المنصرم)، وتعهد فيه بإنهاء مشكلة نقص امدادات الكهرباء بحلول العام 2013 الحالي، حيث سيصل إجمال الإنتاج قبل نهايته إلى نحو 20 ألف ميغا واط، وبهذا “سيكون بمقدورنا تلبية حاجة البلاد من الطاقة بالكامل، بل ونسعى إلى تصدير الفائض إلى الأسواق المجاورة.
الناصرية تثور على الحكومة
آخر تحديث: