السكوت على قطع المياه جريمة لا تغتفر

السكوت على قطع المياه جريمة لا تغتفر
آخر تحديث:

بقلم:طلال بركات

منظومة سياسة لا هم لها الا الصراع على السلطة من اجل سرقة المال العام وغير ذلك ليذهب العراق الى الجحيم .. هل تعلم حكومة العراق والسياسيين الذين يتصارعون على الحكم ان السدود التي اقامتها تركيا على نهر دجلة سوف تؤدي الى تقلـيل واردات مياه النـهر بنسبة (60%) وسوف تنخفض كـميات الـمياه من (20) مليار م3 إلى (9) ملـيار م3، الأمر الذي سينعكس بدوره على جميع السكان القاطنين على حوض النهر، حيث ستتأثر حياتهم إبتداءً من نمط معيشتهم وتوزيعهم الجغرافي مروراً بوضعهم الاقتصادي وصولاً في النهاية إلى حالتهم الصحية التي ستتردى كثيراً بفعل زيادة نسبة التلوث النهري الحاصلة في مياه الشرب .. ناهيك على ما يحصل لنهر الفرات حيث يعتبر سدا “كركايا” و”أتاتورك” أهم السدود التركية على نهر الفرات، حيث يعتبر سد اتاتورك أكبر سد في تركيا وخامس سدّ في العالم، وبذلك سوف تتراجع الطاقة الاستيعابية للفرات من 19 مليار متر مكعب سنة 2009 إلى 8 مليارات فقط سنة 2025. وبذلك ستكون ملامح الجفاف الشديدة واضحة جداً في عموم العراق مع جفاف كُلي لنهر الفرات باتجاه الجنوب.

اما ماتقوم بة ايران بما لا يقل خطورة عن ما تقوم بة تركيا في هذا الشأن حيث حولت ايران مجرى 40 رافد يصب في الأنهار العراقية بل الاكثر من ذلك باتت تدفع مياة البزل المالحة في نهر شط العرب مما سبب ذلك ضرر كبير على سقي البساتين العراقية المطلة على الشط فضلاً عن زيادة نسبة الملوحة وتأثيرها على المياه الصالحة للشرب في محافظة البصرة حيث تشير الدراسات في السنوات العشر الاخيرة خسر العراق نحو 80 في المئة من المياه المتدفقة اليه من إيران، وبخطوة احادية غيّرت ايران مسار أهم رافدين هما “الوند” و”الكارون”، مما اضرّ كثيراً بالمساحات الزراعية الواسعة في البصرة وواسط وديالى، وفي ذات الوقت تسعى طهران الى بناء سلسلة من السدود والإنفاق وخزانات مياه ضخمة وعملت على تغيير مجرى انهار وروافد لغرض حرفها الى داخل أراضيها لإبعادها عن العراق. ولعل ابرز مثال هو تغيير مجرى نهر سيروان بعد 2003، الذي يزود بحيرة وسد دربنديخان بنحو 70 في المئة من طاقتهما المائية، مما تسبب بقطع المياه عن مناطق عراقية عديدة، وانخفاض منسوب المياه بشكل كبير لا سيما في شمال العراق. ونتيجة سكوت الطبقة السياسية عن الاعمال العدائية المائية لأيران وتركيا تتوقع المؤشرات المائية العالمية، ان العراق سيكون ارضاً بلا انهار وسوف لن تصل مياه النهرين العظيمين دجلة والفرات الى المصب النهائي في شط العرب. وفي مقال نشر في مجلة ناشيونال جيوغرافيك عن موقف ايران تحت عنوان عداء مائي وحب سياسي، جاء فية، من المتوقع في عام (2025) ستكون ملامح الجفاف الشديدة واضحة جداً في عموم العراق مع جفاف كُلي لنهر الفرات باتجاه الجنوب، وتحوّل دجلة الى مجرد مجرى مائي صغير محدود الموارد. وإذا استمر الحال على ما هو عليه، فسيختفي نهري دجلة والفرات كلياً عام 2040.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *