انعدام الشفافية في الإيرادات المالية ..وزارة النفط أنموذجاً

انعدام الشفافية في الإيرادات المالية ..وزارة النفط أنموذجاً
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- تعد الشفافية التي تتيح لأي مواطن معرفة ايرادات ثروات بلده المالية ومجالات ‏صرفها، احدى الاشكالات التي يعاني منها العراق، وهو أمر يرتبط بـ”الفساد” المستشري في البلد، بحسب ‏سياسيين ومسؤولين.وانضم العراق الى مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجية الدولية في عام 2010، وأصبح طرفاً فيها ضمن 17 دولة، وهي تعنى بالكشف عن عائدات الثروات الاستخراجية‎، وهي تخول “تحالف الشفافية” للصناعات الاستخراجية برصد المبالغ التي ‏تصرف في القطاع النفطي والكشف عنها، وخاصة في مرحلة زيادة الصادرات النفطية العراقية ‏التي تفضي الى زيادة وارداته‎.

والغرض من ذلك هم كبح الفساد والسرقات ‏ويعطي شفافية أكبر في التعامل معها‎، لكن التقرير السنوي لـ(تحالف الشفافية للصناعات الاستخراجية في العراق)، فيه الكثير من ‏الامور التي يحتاج التوقف عندها، مثل افصاح شركة نفط البصرة عن عقدين ثانويين قيمة كل ‏منهما 120 مليون وخمسين ألف دولار، و173 مليون و700 ألف دولار على التوالي، أبرمتهما ‏شركة بريتيش بيتروليوم مع شركة‎ (Best solutions Trading & Services for oil & Gas ‎Equipement)‎، ووفقا لوزارة التجارة، لا توجد لهذه الشركة أفرع مسجلة داخل ‏العراق، ولا يمثلها أي وكيل تجاري مرخص‎.‎

كما ان هناك بابا مهما، وهو المنافع الاجتماعية، وتنص على أن كل عقد من جولات التراخيص ‏يلتزم بدفع 5 مليون دولار كمنافع اجتماعية بشكل سنوي لإزالة الاثار البيئية الناتجة عن ‏استخراج النفط في المجتمعات المتأثرة ضمن مناطق عمل الشركات‎.‎

ووفقا للجنة الطاقة التابعة لمجلس الوزراء بالقرار رقم 139 بتاريخ 23 كانون الأول/ ديسمبر 2013، فإن ‏شركات النفط العالمية العاملة في الحقول العراقية ملزمة بدفع مبلغ سنوي يصل إلى خمسة ‏ملايين دولار عن كل عقد خدمة، كمنفعة اجتماعية للمناطق المحيطة بالحقول والرقع ‏الاستكشافية التي تعمل فيها‎.‎

وهذا الباب فيه الكثير من الامور الغريبة، منها ما انفقته شركة “غاز بروم”، على باص نوع ‏‏(كوستر)، لصالح جامعة واسط وتوفير معدات لإصلاح الطرق بقيمة 111 ألف و846 دولار‎.‎

وهذا المبلغ يجعل المتطلع عليه يتسائل “هل ينسجم المبلغ مع مواد الشراء، وما علاقة جامعة ‏واسط بمبالغ المنافع الاجتماعية؟”‏‎.‎

وبهذا الخصوص يقول المختص بالشؤون الاقتصادية ضرغام محمد علي في حديث صحفي، إن “المنافع ‏الاجتماعية من المفترض أن تنفق لتحسين الواقع الاجتماعي والبيئي للمجتمعات التي تقع فيها ‏المشاريع النفطية نظرا لأثرها البيئي السلبي‎”.

ويوضح، أن “هذه المبالغ كان يفترض إنفاقها على خلفية ما ينتج عن تلك ‏المشاريع لتحسين معيشة السكان في تلك المناطق بداية من البيئة والصحة وتوفير مياه صالحة ‏للشرب وايجاد مشاريع تساعد تلك المجتمعات على التطور والنهوض اضافة للمشاريع ‏التعليمية‎”. 

وأضاف، أن “إنفاق هذه المنافع المحددة سنويا ضمن عقود جولات التراخيص خارج هذه الأطر ‏سيشكل سوء استخدام وسوء إدارة للموارد‎”.

وكان النائب عن كتلة النهج الوطني البرلمانية، حسين العقابي طالب في بيان سابق، بإلغاء ‏جولات التراخيص الاتحادية وعقود الاقليم النفطية لمخالفتها للقوانين النافذة‎.‎وقال العقابي، “نجدد المطالبة بإلغاء عقود جولات التراخيص النفطية المجحفة وعقود اقليم ‏كردستان مع الشركات الأجنبية”، عازيا السبب الى أن “تلك العقود مخالفة للقوانين النافذة حين ابرامها، ومن ضمن ‏تلك التشريعات قانون رقم (97) لسنة 1967 المادة الثالثة منه، وكذلك قرار مجلس قيادة الثورة ‏المنحل رقم 79 لسنة 1995 اللذان ينصان على عدم جواز إبرام وزارة النفط اي عقود ‏استثمارية مع الغير الا بقانون يسنّه البرلمان، وهو مالم يحصل مع جولات التراخيص‎”. 

وأكد العقابي، أن “هذا الحال ينطبق أيضا على عقود الاقليم النفطية مع الشركات الأجنبية، فهي لم تشرع بقانون من ‏البرلمان الاتحادي، كما أن الدستور لا يسمح للإقليم والمحافظات المنتجة للنفط بإدارة ‏الحقول النفطية بشكل مستقل عن إرادة السلطة الاتحادية التنفيذية‎”. وتابع العقابي، أن “صيغ التعاقد فيها اجحاف وتكلفتها باهظة جدا، فنسبة أرباح جولات التراخيص المتعاقدة مع وزارة ‏النفط تتراوح بين (35%؜ – 40%؜) من مجموع الإيرادات النفطية التي ساهمت في إنتاجها ‏من تاريخ مباشرتها العمل سنة 2010″، مبينا أن “الجهد الوطني العراقي كان لوحده ‏أوصل كميات الإنتاج الى (2،1) مليون برميل يوميا، وكذلك الحال مع عقود الاقليم مع الشركات ‏الأجنبية فانها عقود شراكة تمتلك الشركات الأجنبية بموجبها من 35- 45 %؜ من قيمة ‏مبيعات نفط حقول الاقليم‎”.

وطالب النائب عن كتلة النهج، الادعاء العام والجهات المعنية بـ”اتخاذ خطوات قانونية عاجلة ‏لإلغاء هذه العقود غير القانونية وتحميل تلك الشركات مسؤولية اقدامها على التعاقد خلاف ‏الدستور والقوانين العراقية النافذة، وإيقاف دفع أية كلف جديدة لشركات جولات التراخيص ‏وللشركات الأجنبية المتعاقدة مع الاقليم”.‏

وكان عضو مجلس النواب جمال المحمداوي طالب ايضا في وقت سابق بـ”الغاء عقود جولات ‏التراخيص النفطية في العراق”، فيما أشار إلى أن “تلك العقود تستنزف ثورات العراق دون ‏جدوى اقتصادية للبلاد”.‏واكد المحمداوي، وجود مساع لإلغاء جولات التراخيص ‏النفطية وليس مراجعتها فقط، مبينا أن شركة النفط الوطنية سومو باعت برميل النفط في الشهر ‏الثاني والثالث العام الماضي بـ16 دولارا وهو يكلف العراق 20 دولاراً، متسائلا عن الجدوى ‏الاقتصادية للبلاد من هذه العملية.‏ويرى المحمداوي، أن شركات جولات التراخيص النفطية تستنزف ثروات العراق ويجب الغاؤها.  ‏

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *