ثقافة المناسبة

ثقافة المناسبة
آخر تحديث:

كاظم غيلان

اعتدنا وليس بجديد علينا أن نعيش أجواء من حمى النقاشات الحامية الوطيس في كل شهر رمضان وفي كل عام بسبب المسلسلات التلفزيونية، إنه موسم بلا شك، تنتهي ثقافته بانتهاء اليوم الأخير من الشهر وقبل أول يوم من عيد الفطر تحديداً، يخرج لنا خلال الموسم نقاد ومنظرون، مهادنون ومعترضون، وآخرون لا يعجبهم العجب ولا صيام رجب فماذا يعني صوم رمضان لهم؟.الأمر لا أظنه محصوراً بالعراق وحده، فهو يشمل عالمنا العربي – الإسلامي برمته، لكن وبفضل ما اتسع من مساحات في السوشيال ميديا يحمى الوطيس ويشتد حتى يتهيأ لك أننا على وشك اندلاع حرب أهلية.الفعاليات الشعرية تأخذ مدياتها أيضاً من خلال الأماسي الرمضانية وهنا برزت تسمية جديدة إلا وهي (الشاعر الرمضاني) وهذا يعني تجريده من شاعريته قبل عيد الفطر بيوم كذلك.كل هذا يحصل في شهر، ولنقل في (موسم الدراما الرمضانية) ما يعني أن الستار سيسدل بنهايته. تنبري أحقاد وتفتضح نوايا وتتدخل السياسة بكل ما تحمله من قاذورات وروائح كريهة لتحشر أنفها المريض بكل زوايا الفنون والآداب التي تمارس نشاطها بحدود هذا الشهر، تتعالى أصوات تطالب بمنع هذا المسلسل بينما تتصدى لها أصوات أخرى تدين تقييد الحريات و (على هلرنه طحينج ناعم) حتى نهاية الشهر.لعمر ثقافة الموسم ما كانت إلا غيمة عابرة، بل وثقافة المناسبة بشكل عام تجدها لا تشبه سوى جثة هامدة في اليوم الأخير للمناسبة أو الموسم.انتهت أطول حرب عشناها مع إيران، لكن أين أدب تلك الحرب وفنونها؟لقد تسرحت جميعها كحال المواليد التي ساقتها بيانات مديرية التعبئة والإحصاء التي ستظل صدى مشؤوماً في ذاكرة أجيالنا التي شرختها البيانات الحماسية وكراج النهضة وهددت ربيعها فرق الإعدام ومسخ كرامتها نواب ضباط وعرفاء مراكز التدريب.سينتهي الشهر حتماً وينتهي معه وطيس النقاشات بعد أن تصدع رؤوسنا بلا رحمة ودونما هدوء أي من أطراف النقاش النقدي واللانقدي والتي لم تنفع معها حتى نداءات المطالبة بالهدوء بما في ذلك صيحة الصديق المسرحي كاظم النصار:(ولكم بويه ندهرنه)!.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *