ماذا بعد تشكيل الحكومة ؟!

ماذا بعد تشكيل الحكومة ؟!
آخر تحديث:

بقلم: طارق الجبوري

تمخضت جلسة مجلس النواب التي انعقدت يوم الخميس الماضي المصادف 13/10/2022 التوافق على اختيار عبد اللطيف رشيد رئيساً للجمهورية ليقوم بدوره بتكليف محمد شياع السوداني لرئاسة مجلس الوزراء الذي قام ومنذ اعلان خبر ترشيحه للمنصب لاطلاق كثير من الوعود ومنها تخفيض رواتب اصجاب الدرجات الخاصة بدءُ من رئيس الجمهورية وصولا الى المديرين العامين ، اضافة لتعهداته الاخرى بان تتميز حكومته بالشجاعة على محاربة الفساد وغير ذلك ..
وفي الوقت الذي نتمنى كمواطنين بقدرة المكلف بادارة السلطة التنفيذية على تحقيق وعوده ، فاننا اايضاَ علينا ان لاننسى تجاربنا المرة مع الحكومات السابقة ومنها حكومتي المالكي لدورتين وحكومات حيدر العبادي وعادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي وما اطلقه رؤسائها من عهود ووعود لم نلمس منها اي شيء .. ولان المنطق العلمي يقول بان النتائج بمقدماتها فاننا وبمنتهى الصراحة نخشى ان تكون حكومة محمد شياع السوداني كسابقاتها خاصة وانها جاءت نتيجة المحاصصة التي اعتادت الاحزاب تلطبف وجهها القبيح باطلاق صفة التوافق ، كما انه من نفس مدرسة الاحزاب التي تسببت بكل هذا الدمار للعراق فهل يمتلك رئيس الوزراء المكلف شجاعة التخلص من سطوة وهيمنة الاحزاب التي توافقت على تسليمه السلطة التنفيذية في ظروف صعبة وقاهرة ؟!ويعلم السيد محمد شياع قبل غيره مستوى وحجم الفساد الذي ينخر جميع مؤسسات الدولة من اعلى رأس الهرم الى ادناه .. وهولم يكن بعيدأ عن عملية سياسية فاشلة بل ميتة سريرياً وهيمنة احزاب السلطة على مفاصلها من دون ان نتجاهل موضوع خطير وحساس وهو السلاح المنفلت ووجود ميليشيات تعد نفسها فوق القانون بل هي القانون نفسه . التحديات كثيرة امام رئيس الوزراء المقبل اذا ما نجح بتسمية اعضاء حكومته او تم فعلا تمرير ترشيحه لهذا الموقع الى النهاية وصوت عليه اعضاء مجلس النواب .. وربما تشهد الايام المقبلة مفاجأت غير متوقعة او محسوبة لنعيش سيناريوهات سياسية يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي نظن انها جزء من عملية جس نبض الشارع بشأنها لكنها في كل الاحوال من صنع الاحزاب المتنفذة واطلاقها بهذه الصورة متعمد ومقصود .اخيراً فان ما على رئيس مجلس الوزراء المكلف ان يدركه ان غالبية الشعب يئست من الاحزاب ووعودها المعسوله وفقدت الثقة بها وهوجزء من هذه الاحزاب وان انتفاضة تشرين ما زالت مستمرة ولايفوتنا ان نشير الى موقف السيد مقتدى الصدر الذي جاء في تغريدة لوزيره الرافض لهذا التكليف سواء للسوداني او سواه حيث وصف الحكومة بالميليشياوية المتناقضة مع مصالح الشعب ومصلحة العراق مذكراً بالممارسات السياسية التي افشلت جهود تشكيل حكومة اغلبية بعيدة عن المحاصصة بكل انواعها . فهل يستطيع شياع ان يمهد الطريق لبناء جسور ثقة بينه وبين المواطنين وهو الذي جاءت به المحاصصة ؟هذا ما ستجيب عليه الايام المقبلة ونتمنى ان تكون حافلة بالخير للعراق وشعبه .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *