ماذا نريد من الانتخابات المقبلة ؟ بقلم هاني عاشور

ماذا نريد من الانتخابات المقبلة ؟ بقلم هاني عاشور
آخر تحديث:

 

ماذا نريد من الانتخابات المقبلة ؟

 

هاني عاشور

نريدها انتخابات ثورة وانتفاضة ضد الفشل والوجوه التي لم تكن اهلا لثقة الناس بها ، نريدها صوتا عراقيا يصيح ( العراق ) ويسقط براقع الطائفية والعنصرية والتحزبية ، ويرفع لواء العراق عاليا فوق كل دار ومزرعة ومصنع وخيمة ومدرسة وديوان عشيرة .نريدها عنوانا جديدا لغد جديد يضمن فيه العراقي مستقبل ابنائه ويرى غدهم مثلما يرى اصابع كفه ، ينظر الى ابناء العراق كلهم ابناءه لا فرق بين ابن غني او فقير ، مسؤول او موظف صغير في الدولة ، ابن تاجر او ابن كاسب ، ابن فريق او شرطي ، فكلهم ابناء العراق ولهم في كل ما يوجد في العراق .نريدها انتخابات بلا رتوش او تزوير او محاباة او شراء اصوات بكارتات هواتف او بطانيات او وعود بالتعيين او مجاملات وتبادل قبلات واحتضان اخوان ، ثم لا يلبث اصحاب الجاه بعد ان يحصلوا على مقاعدهم ان يتركوا المواطن صريع الخوف والتدهور الخدمي وعرضة للابتزاز من هذا او ذاك .نريدها انتخابات ضد الفساد والمفسدين ومزوري الشهادات والاثرياء بالصدفة من سرقوا  قوت الشعب ولقمة خبر الفقراء وحليب الاطفال ، وباعوا عقود بناء الوطن لهادميه او مهربي امواله للخارج ، لان العراقي مؤمن والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .نريدها ثورة ضد المسرفين الكاذبين المخادعين الافاقين اللصوص المروجين للفتنة ، النافخين في النار ، ضد راكبي الموجات ومطلقي الشعارت الجوفاء ، نريدها انتخابات انتفاضة ضد كل سوء وضد كل سيء مهما كان رمزه او عنوانه او قوته .نريدها انتخابات الشرفاء الصادقين الذين اذا وضعوا في الصناديق اوراقهم فكأنما وضعوا قلوبهم وشرفهم ومستقبل ابنائهم وقطرة الغيرة التي يريدون ان تبقى عراقية بالمعنى الللفظ والايمان والصدق .اما الذين يخادعون ويمكرون ويكذبون ويخذلون ويحبطون ويحاولون صناعة النفاق وجها من وجوه المنافسة والدعاية فهؤلاء يعرفهم الناس كما يعرفون انفسهم ، ومن لم يستطع ان يرفع شأن نفسه واهله فلا خير له في نفسه ولا اهله ولا خير فيه للعراق .نردها انتخابات العراق باسم العراق وباسم العراقيين وباسم الصادقين الذي ذاقوا مرارة السنوات الماضية من اجل ثمرة الغد فلتكن الانتخابات المقبلة ثمرة صبر الشعب وليكن شعارها الصدق ورجالها الامناء الاقوياء .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *