علي الزيادي
يبدو ان قدر العراق وشعبه هو ان يعيش حالة عدم الأستقرار واستمرار حالة الزعزعة في أمنه ومقدراته ويبدوا ان المصير المجهول هو الصفة الدارجة على مستقبله !كلنا يعرف ان الصراعات التي دمرت العراق ولازالت تدمره اساسها اجندات طائفية ومحاصصاتية اسست لها جهات تهدف الى نهب ثروات البلد وقد تمكنت من ذلك على مدى السنوات العشرة الماضية دون حياء !والكل يعرف ان بعض القوانين قد استخدمت استخداما سيء لتدمير البنية المجتمعية للعراق فصدرت قرارات قضائية بطابع سياسي واضح بأتراف مصادر سياسية وقضائية بهدف تعزيز سلطة او اهداف اخرى جميعها لاتصب في خدمة العراق وشعبه .
وعلى مدى السنوات الماضية كنا نناشد ونتوسل ان تكون آلية الحكم في العراق مبنية على اساس من الوحدة والوئام الشعبي والتسامح بين الجميع وطالبنا الجهات التي وصلت الى مراكز القرار ان تتخذ من تجربة نيلسون مانديلا اساسا لبناء العراق على تلك الأسس .ونفترض ان كل سياسيينا يعرفون من هو مانديلا ذلك الرجل الذي اجبر صفحات التأريخ على ان تخلده بصفحاته المضيئة كرجل سلام سامح من سجنه 30 عام في سجون نظام جنوب افريقيا العنصري السابق !نيلسون مانديلا عندما انتصر بثورته لم يسمح بأراقة قطرة دم واحدة وجمع اخيار البلد وطالبهم ان ينسوا الجروح والثارات ودعاهم لبناء البلد من جديد واصبحت جنوب افريقيا التي نظمت بطولة كأس العالم لكرة القدم وهي الآن في افضل حالاتها .من تجارب السنوات العشرة الماضية اتضح لنا ان ساستنا لايعرفون من هو مانديلا مثلما لايعرفون معاني الانسانية والتسامح العيش بسلام !
لم تكفيهم سنوات القتل العشوائي والتخريب المتعمد لمقدرات البلد ونهبها بل انهم راحوا يخدعوننا على انهم سيبنون البلد واذا بهم يخربونه . وخدعونا عندما قالوا سابقا انهم سيوحدون الصفوف ويعيدون العمل بوطنية فرصدوا المليارات من الدولارات على ولائم وعزائم وشراء ذمم بحجة المصالحة ! ولامصالحة الا في اروقتهم وغرفهم عندما يختلفون التي تستفحل قبل رمواسم الأنتخابات !
المتتبع للمؤتمرات الصحفية التي كان يعقدها وزير مايسمى بالمصالحة الوطنية السيد عامر الخزاعي ومايعلنه من انجازات يدعي انه قد حققها المتتبع لتلك المؤتمرات سرعان مايقول ان العراق قد وصل الى افضل حالاته من الامن والأمان والاستقرار المجتمعي وانهاء الطائفية ولكن تبين ان كل ما اعلن عنه انما هو خطب اعلامية تخفي سرقة مليارات الدولارات من افواه العراقيين !
الجميع من السياسين وعامة الشعب قد أشر ان الطائفية وشحنها الذي يزداد مع كل انتخابات والتهميش الواضح للعلماء والخبرات وشرائح من الشعب كانت اسباب حقيقية لزعزعة الأمن وما اعلنته منظمة هيومن رايس ووتش اليوم من ان الطائفية كانت سببا لنمو داعش دليلا على سوء الادارة المتعمد !
ومع نهاية حكم المالكي وتولي العبادي كان الأمل يحدونا في ان تبدأ مرحلة تغيير حقيقية تعتمد على اعادة اللحمة الوطنية والتعايش السلمي بين مكونات الشعب في مشروع اطلق عليه المصالحة الوطنية , واستبشؤنا خيرا بعد ان استحدثوا نائبا لرئيس الجمهورية لهذه المهمة . وما هي الا ايام حتى اتضح ان هنالك فوضى في ادارة هذا الملف فالكل يدعي انه سينجز المصالحة والحقيقة ان الكل لم يحرك الا لسانه امام القنوات الاعلامية وبذا نكون كمن سمع جعجة دون طحنا . لكننا كنا نمني النفس بشيء في قادم الأيام . واليوم وبعد الذي اعلن من ان مؤتمر المصالحة يستثني المطلوبين للقضاء متناسين اعترافهم من ان هنالك قضايا سياسية كثيرة ليتحول مشروع المصالحة الى شعار غير قابل للتطبيق !وهنا نريد ان نتسائل اين ستذهب ال 22 مليون دولار التي خصصت ضمن الموازنة لما يسمى بالمصالحة ؟
ثم ان المصالحة تحتاج الى قرارات سريعة تعيد اللحمة الوطنية واولها قانون العفو العام وهو حق شعبي ينبغي تسريع انجازة لمن يفكر بالمصالحة وكفانا ضحك على الذقون وما تم تخصيصه ينبغي اعادته الى فقراء الجنوب الذين يهددهم الجوع حسب تقارير دولية وكفاكم ولائم وعزائم فالكروش كبرت والعروش ازدادت — اتقوا الله ان كنتم تعرفونه – والله من وراء القصد